الأدلة العقلية والنقلية على هيمنة الإسلام على كل الملل

0 474

السؤال

حجة الإسلام على الديانات الأخرى

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالإسلام دين الحق الذي لا يقبل الله من أحد دينا سواه. قال تعالى: ومن يبتغ غير الأسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين [آل عمران:85]. وهو المهيمن على الكتب والشرائع قبله، المصدق لها، وما أقره من العقائد والشرائع، فهو الحق، وما أبطله ورده، فهو الباطل. قال تعالى: وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه [المائدة: 48] وقال: هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله [التوبة: 33]. وللإسلام في إقامة الحجة على الناس جميعا أدلته العقلية والنقلية، ومفردات هذه الأدلة تختلف باختلاف الدعاوى المراد إبطالها أو إثباتها. فهو مع أهل الكتاب يقيم الأدلة العقلية على جواز نسخ الشرائع السابقة بشريعته، فيقول: إن لله أن يأمر بالشيء على قدر ما تقتضيه المصلحة، فقد يأمر به في وقت وينهى عنه في آخر، وله في ذلك الحكمة البالغة، وله كمال التصرف في ملكوته. قال تعالى: ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير* ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير [البقرة:106- 107]. وهو يبطل التثليث عند النصارى وألوهية عيسى وأمه بقوله: ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام [المائدة: 75]. فالإله لا يأكل ولا يشرب ولا ينام ولا يلد ولا يولد، فيكف يكون عيسى وأمه إلهين؟! وهو يبين كذب اليهود بقوله: قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين [الجمعة:6]. ويقول لهم: قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين [آل عمران: 93]. ويدعوهم جميعا يهودا ونصارى إلى نبذ الشرك وعبادة الإله الواحد بأقوى حجة فيقول: قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله [آل عمران: 64]. وإذا كان الإسلام ظاهرا بحججه وبراهينه على أهل الكتاب، فما سواهم من الملل والنحل الأخرى أهون وأيسر. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات