نصائح لمن تزوج بامرأة مسيحية

0 88

السؤال

عشت سبع سنوات في بلد أجنبي للدراسة، وفي هذه الفترة أقمت علاقة غير شرعية مع فتاة مسيحية، وبعد فترة قالت: إنها تابت إلى الله، وإنها تريد إنهاء هذه العلاقة (مع العلم أنها مسيحية)، ومنذ ذلك الوقت تدينت في ديانتها بدرجة كبيرة، وبعد ذلك تزوجت منها على سنة الله ورسوله، ولكنها ظلت على دينها المسيحي، ورجعنا إلى بلدي، ونعيش فيه منذ سنتين، مع العلم أننا لا نختلف في أغلب النواحي الدينية.
والآن الله سيرزقنا بمولود. فما حكم الإسلام في ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

فيجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا وتستغفره استغفارا كثيرا، وتكثر من الأعمال الصالحة، لعل الله تعالى يغفر لك هذا الذنب العظيم الذي كنت تمارسه مع هذه المرأة، ثم إن كانت هذه المرأة تركت هذه الأفعال القبيحة وتعففت، وكنت آمنا من خيانتها لك مستقبلا، ومن رجوعها إلى تلك الأفعال، فزواجك بها صحيح، وأولادها منك منسوبون إليك شرعا، لكن ننبهك إلى أمرين مهمين:

الأول: أن الفروق والاختلافات التي بيننا وبين المسيحيين كبيرة وكثيرة جدا. ويكفي من ذلك ثلاثة أذكرها لك:

- المسيحيون يؤمنون بعقيدة التثليث في حق الله، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا، والمسلمون يؤمنون بالله تعالى أحدا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا لا شريك له سبحانه وتعالى، كما أخبر عن نفسه في كتابه عموما، وفي سورة الإخلاص خصوصا.

- المسيحيون يعتقدون في عيسى ابن مريم أنه ابن الله، تعالى الله عن ذلك، والمسلمون يعتقدون فيه أنه عبد الله ورسوله على نبينا وعليه وعلى سائر النبيين أفضل الصلاة وأتم التسليم.

- المسيحيون لا يؤمنون برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ومن ثم ينفون صدقه وأحقية الدين الذي جاء به، والمسلمون يؤمنون بأن محمدا عبد الله ورسوله وخاتم أنبيائه أرسل للناس كافة، نسخت شريعته التي جاء بها من عند ربه كل الشرائع، ونسخ الكتاب الذي أنزل عليه كل الكتب السماوية. قال تعالى: وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون {سبأ:28}، وقال تعالى: ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين {آل عمران:85}.

فهذه الاختلافات وغيرها كثيرة كافية لإحداث فروق كبيرة بيننا وبين المسيحيين.

وأما قولك: أنك لا تختلف معها في أغلب النواحي، قول في غير محله.

الأمر الثاني الذي نريد أن ننبهك عليه: أن أبناءك من هذه المرأة مسلمون بالولادة، يجب عليك أن تربيهم على الإسلام، وأن تعلمهم ماذا يجب عليهم أن يعتقدوه في حق الله تعالى وفي حق رسله صلواته وسلامه عليهم جميعا، وتعلمهم شرائع الإسلام وآدابه وأخلاقه.

ويجب عليك أن تحذر أشد الحذر أن تجرهم أمهم إلى دينها، بل نقول لك أنت إنه يجب عليك أن تحذر على نفسك أن تجرك أنت إلى دينها، وحذار أن تنخدع بما يروج له بعض الناس من أنه لا فرق بين ديننا ودينهم، أو أن الفروق بسيطة، بل إن الأمر على خلاف ذلك، كما قد تبين لك من تلك الفروق التي ذكرناها لك سابقا.

نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة