مَنْ نوى العمرة وحال بينه وبينها مرض

0 233

السؤال

أنا أريد أن أذهب للعمرة في شهر رمضان وكان كل شيء مجهزا تذاكر السفر والحجز والإقامة وكنا سنذهب أنا وأبي ولكن لم يرد الله أن أذهب فصرت محموما ليلة السفر وبكيت لأني مريض كان شوقي أن أذهب إلى العمرة وكل ما أقرر لا يتم لي ذلك فهل هذا لأن الله غضبان علي مع أني أقوم ببعض الذنوب أستحي أن أذكرها وأعترف في دعائي بها وأنوي أن لا أرجع لها لكن النفس ضعيفة وأستغفر ربي كثيرا وأصلي في المسجد فساعدوني في طريقة أتغلب بها على وسوسة الشيطان وأتغلب على نفسي الأمارة بالسوء، وأنا أتمنى عند ربي أن يرزقني توبة نصوحا فدلوني على الطريق؟ وجزاكم الله خيرا على مساعدتكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

 فإن الأمور كلها مقدرة، ولا ينبغي أن تحمل تأخير سفرك إلى العمرة على عدم رضا الله عنك؛ بل عليك ألا تعترض على قدر الله، وإذا كنت نويت العمرة نية جازمة ثم حال بينك وبينها مرض فإن الله عز وجل بمنه وكرمه يكتب لك أجر تلك العمرة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا هم بحسنة فلم يعملها فاكتبوها حسنة. متفق عليه واللفظ لمسلم.

وحاول السفر مرة أخرى، واعلم أن العمرة واجبة في العمر مرة كالحج على الراجح من أقوال العلماء، ثم إن الواجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا ولتستتر بستر الله عليك ولتتحصن من الشيطان الرجيم بالاستعاذة منه، وكثرة ذكر الله تعالى، وعدم الاسترسال فيما يوسوس لك، قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم [النور:21]، وإذا خلصت لله التوبة فإنه يقبل توبة التائبين ولو عاودوا لكن بشرط العزم عند التوبة على ألا تعود، قال الله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم  [الزمر:53]، وللمزيد من الفائدة عن التوبة يرجى مراجعة الفتوى رقم: 1909.

والله أعلم.


 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة