تأثير قطع الرحم على الرزق وتعسر الأمور

0 4

السؤال

أنا فتاة، لا زلت أعيش في بيت أهلي، ومنذ قرابة ثلاث سنوات لا أتحدث مع أخي إطلاقا، وهو يسكن معي في نفس البيت، وذلك بسبب ما فعله بي. فهل يعد هذا قطيعة رحم؟ وهل يمكن أن يكون سببا في عدم استجابة دعواتي وتعطل حياتي؟ وهل يؤثر هذا الأمر على رزق أهلي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهجرك لأخيك، وعدم الكلام معه طوال الفترة المذكورة، يعتبر من قطيعة الرحم التي تواردت نصوص الشريعة بالتحذير منها، وعدها من كبائر الذنوب المستوجبة للعنة الله تعالى، لا سيما إن كان ما فعله أخوك لا يضر بك في أمر دينك، فحظوظ الدنيا أهون من أن تكون سببا في قطع الرحم التي عظم الله شأنها، وأعلى مكانتها، والإسلام يدعو إلى التسامح والعفو، ويحث على صلة الرحم، وعدم قطعها وإن أساءت، وانظري الفتوى: 488224.

ولا يبعد أن تكون القطيعة بينكما سبب في عدم إجابة الدعاء، وتعسر الأمور، فهي معصية كسائر المعاصي التي يمكن أن تكون مانعا من موانع إجابة الدعاء، كما بيناه في الفتوى: 415945.

كما أن قطيعة الرحم لها تأثير على الرزق، فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سره أن ‌يبسط ‌له ‌في ‌رزقه، أو ينسأ له في أثره، فليصل ‌رحمه. مما يفيد أن القطيعة سبب في نقصان الرزق.

وفي مصنف عبد الرزاقوما من طاعة الله شيء أعجل ثوابا من صلة الرحم، ومن معصية الله شيء أعجل عقوبة من قطيعة الرحم، وإن القوم ليتواصلون وهم فجرة، فتكثر أموالهم، ويكثر عددهم، وإنهم ليتقاطعون فتقل أموالهم، ويقل عددهم. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة