كيفية التعامل مع الوالدة التي تطلب من أولادها أخذ كل ما يعجبها

0 3

السؤال

عمري 41 سنة، وأنا متزوجة. عندما تأتيني هدية وتعجب والدتي، تقول لي: "أريد أن آخذها". وإن قلت لها إنني أحبها وأحتاجها، تظهر عليها علامات الضيق والانزعاج.
في البداية، كنت أظن أنها تشتهي الشيء فقط، لكن مع مرور الوقت لاحظت أنها ترغب في أخذ كل ما يعجبها، وإن لم تحصل عليه تظهر عليها ملامح الغضب، أو تتحدث إلي بحدة وضيق.
فهل يحق لي أن أقول لها إن الهدية لي وأنا أحتاجها، أم يعد ذلك من العقوق؟
مع العلم أن الأمر لا يقتصر على الهدايا فقط؛ فعند زيارتها لي، إن وجدت حذاء مريحا، تقول: "أريده".
أنا أحاول قدر استطاعتي تلبية رغباتها، لكنها لا تتوقف عن الطلبات.
وأحيانا يكون عندي شيء معين، وهي تمتلك مثله، لكن ما لدي يكون أفضل، فترغب في مبادلته وأخذ الأفضل.
فهل يعد رفضي إعطاءها أشيائي من العقوق؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجب عليك إعطاء أمك كل ما تطلبه منك على سبيل الهبة أو المبادلة، ويجوز لك إخبارها -بأدب ورفق- بحاجتك إلى هذه الأشياء، سواء كانت هدايا أو غيرها، وليس ذلك من العقوق.

لكن عليك برها، والإحسان إليها، والحرص على استرضائها، والحذر من مغاضبتها، وهذا يحتاج إلى حكمة ومداراة، فما أمكنك كتمانه، وإخفاؤه عنها من هذه الأشياء التي تتطلع إليها؛ فاكتميه عنها إذا لم يترتب على ذلك مفسدة.

وما لا تقدرين على إخفائه عنها، ولا تريدين إعطاءه لها؛ فتلطفي في الاعتذار منها، واخفضي لها جناح الذل، وأليني لها الكلام؛ فأثر الكلام الطيب قد يكون أبلغ من أثر الهدايا والعطايا.

وما أمكنك إعطاؤه لها مما تطلبه أو تتطلع إليه؛ فابذليه لها إذا كان لا يجحف بك ولا يضرك، تخلصا من غضبها، وإحسانا إليها.

جاء في الفروق للقرافي: قيل لمالك ... يا أبا عبد الله؛ لي والدة وأخت وزوجة، فكلما رأت لي شيئا قالت: أعط هذا لأختك، فإن منعتها ذلك سبتني، ودعت علي، قال له مالك: ما أرى أن تغايظها، وتخلص منها بما قدرت عليه، أي: وتخلص من سخطها بما قدرت عليه. انتهى.

واعلمي أن بر الأم والإحسان إليها من أفضل الأعمال، وأحبها إلى الله، وأعجلها، وأرجاها ثوابا وبركة في الرزق والعمر، ففي الأدب المفرد للبخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: ... إني لا أعلم عملا أقرب إلى الله -عز وجل- من بر الوالدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة