السؤال
لي مدة طويلة وأنا أدعو بدعاء في كل أوقات الاستجابة، وبعد كل فريضة، وفي قيام الليل، أردد هذا الدعاء، ولكن إلى الآن لم يستجب لي، فبدأت أشك في الأمر، وتساءلت: لعل والدي يدخل علينا مالا حراما -كالربا أو غيره- لا أدري، ولست متأكدة. فهل إذا أطعم الأب أولاده من مال حرام، لا تستجاب دعواتهم، رغم أنهم لا يعلمون إن كان المال حلالا أم حراما؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي -أولا- أنه لا يجوز لك سوء الظن بأبيك، ولا اتهامه بأنه يأكل مالا حراما من غير بينة على ذلك، إذ الأصل في المسلم السلامة وتحري الحلال، ثم إن تأخر استجابة الدعاء لا يلزم أن يكون لهذا السبب، بل قد يكون ذلك لحكمة أخرى يعلمها الله تعالى، وقد يكون لما لك في تأخير الإجابة من المصلحة، وأنت لا تعدمين بدعائك خيرا بكل حال.
واستجابة الدعاء ليست منحصرة في حصول المدعو به، بل قد يستجاب بأن يصرف عنك من السوء مثل ما دعوت به، أو يدخر لك ثوابه يوم القيامة، وتنظر الفتويين: 136049، 362866.
وعلى تقدير أن الوالد يكتسب من الحرام، فإن للولد العاجز عن الكسب أن يأكل من مال والده المختلط، وله أن يأكل من مال والده المحرم بقدر حاجته، ولا يضره ذلك، ولا يؤثر في استجابة دعائه، وتنظر الفتوى: 78585.
والله أعلم.