السؤال
هل هناك حديث يقول إن أصغر الأعمال التي يقوم بها الإنسان لها أثر في دخول الجنة أو النار؟
أحسن الله إليكم، وجزاكم الله خيرا.
هل هناك حديث يقول إن أصغر الأعمال التي يقوم بها الإنسان لها أثر في دخول الجنة أو النار؟
أحسن الله إليكم، وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ورد في الشرع عدد من الأحاديث الدالة على هذا المعنى، ومن تلك الأحاديث ما أخرجه البخاري ومسلم مرفوعا: اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة.
وكثير من أعمال البر أعمال يسيرة جدا، ولكنها قد تقود للفوز بالجنة والنجاة من النار، كحديث البغي التي سقت كلبا يلهث الثرى من العطش، فغفر لها، وكثير من الأذكار تتضمن أقوالا يسيرة، ويترتب عليها دخول الجنة -كالذكر بعد الوضوء، والذكر عند الأذان وبعده-.
وبالمقابل هناك ذنوب قد يعدها الناس ذنوبا صغيرة، وتكون سببا في الحرمان من الجنة، أو دخول النار:
منها: ما أخرجه مسلم عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر.
ومنها: ما أخرجه البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: دخلت امرأة النار في هرة ربطتها، فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض.
وفي البخاري عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم.
وروى الإمام أحمد عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياكم ومحقرات الذنوب، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد، فجاء ذا بعود، وذا بعود، حتى جمعوا ما أنضجوا به خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه. قال الحافظ في الفتح: سنده حسن. اهـ. وصحح الألباني إسناده في الصحيحة.
ولا يخفاك قول الله في سورة الزلزلة: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره [الزلزلة: 7-8].
وهناك آيات أخرى كثيرة، دالة على هذا المعنى، نسأل الله السلامة والعافية.
والله أعلم.