الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تكفير المصائب للسيئات يشمل الطائع والعاصي

السؤال

قرأتُ هذا الحديث: "ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ، وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِن خَطَايَاهُ."
وأريد أن أسأل: بما أن الحديث ذكر لفظ "المسلم" ولم يقل "المؤمن"، فهل يدلّ ذلك على أن هذا التكفير يشمل المسلم العاصي والطائع على حدّ سواء، وليس الطائع فقط؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهو كما فهمت -أيها الأخ السائل- من أن التكفير يشمل الطائع والعاصي، ويشمل كامل الإيمان ومن دونه، ولكن التكفير يكون لصغائر الذنوب، وأمّا كبائرها، فإنها تحتاج إلى توبة تخصها، قال سبحانه: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا [النساء: 31].

ومثل هذه الألفاظ الشرعية تطلق كثيرًا، فإذا اجتمع لفظ المؤمن والمسلم في نفس النص، فإنه يُحمل كل منهما على معناه الخاص، وإذا انفرد أحدهما دون الآخر، فإنه يشمل المعنيين معًا.

قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية: إذا أفرد اسم الإيمان، فإنه يتضمن الإسلام، وإذا أفرد الإسلام، فقد يكون مع الإسلام مؤمنًا بلا نزاع، وهذا هو الواجب. انتهى.

مع العلم أنه قد جاء في بعض طرق هذا الحديث التعبير بلفظ المؤمن، كما رواه أبو يعلى في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وفي موطأ الإمام مالك، وغيرهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني