الصبر على أذى الأقارب ونصحهم برفق ولين

0 412

السؤال

لا أعرف كيف أتصرف هو أني دائما أسمع الكلام الجارح وإن تكلمت دائما ينوون سوءا من خلال كلامي من خلال إخوتي ونسائهم ورجال أخواتي فلا أستطيع الدفاع عن نفسي، فبدأت إن سمعت الكلام أصمت مع أن قلبي يتقطع داخليا ولا أستطيع فعل شيء فأقول ربما مع الوقت تتحسن الأمور ولكن بدون جدوى، في بعض الأحيان أدعو عليهم ولكن في الأخير أندم، لا أعرف كيف أتصرف، ودائما يتكلمون على الناس بسوء وأذكرهم لا يجوز ذلك وأقول لهم بعض الأحاديث وبعض الآيات يصمتون ثم يبدأون بقول أنت لا تعرفين شيئا أنت ساذجة..... مع العلم بأنني في الثلاثين من عمري دعوت لهم بالهداية.... والله قلبي يؤلمني كثيرا، ماذا أفعل وكيف أقوي شخصيتي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى لنا ولك الثبات على دينه والاستقامة على طريق الحق، وعليك بالصبر فإنه مفتاح كل مغلق فالاستقامة على هذا الدين العظيم والالتزام به والدعوة إليه هو طريق الأنبياء والصالحين والدعاة والمصلحين... وما يجده المسلم من الأذى في هذا الطريق أمر طبيعي... لقيه من سبقه ممن سلك هذا الطريق، وهو ضريبة الالتزام وخاصة في هذا العصر الذي ابتعد فيه الناس عن الدين حتى أصبحوا لا يفرقون بين المعروف المنكر.

والذي ننصحك به هو أنك إذا رأيت منكرا أو أمرا لا يجوز من أقاربك... أن يكون نهيك عنه برفق ولين... دون تجريح أو تعنيف للفاعل أو القائل، كما قال الله تعالى: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين {النحل:125}، ولا ينبغي أن تدعي عليهم أو تسبيهم... فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء. رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني.

بل ينبغي أن تقابلي إساءتهم بالإحسان كما علمنا الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم {فصلت:34}، وفي صحيح مسلم: أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. فالله تعالى مع من يتحلى بهذه الأخلاق.... فعليك بالاعتماد على الله تعالى والصلة به بكثرة الطاعات... فذلك مما يزيد ثقة الشخص بنفسه ويقوي إرادته ويشد من عزيمته... ولهذا فينبغي أن تستعلي بإيمانك في تواضع ولا تشغلي نفسك بالرد على كل ما يقال، ولتحمدي الله تعالى على ما أولاك به من نعمة الهداية التي حرم منها كثير من الناس اليوم.

كما نذكرك بوصية لقمان لابنه: يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور* ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور {لقمان:17-18}، ونرجو أن تطلعي على الفتوى رقم: 15450، والفتوى رقم: 50453.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة