جذوة الإيمان تخمد نار الشهوة

0 944

السؤال

قرأت كل الأسئلة والأجوبة عن الاستمناء ، وعرفت كيف أتخلص منها. لكني لا أستطيع أن أترك العادة السرية ، ولا أستطيع ترك الوسائل المثيرة . أرجوكم أنقذوني ، وأرجو أن تدعو اللـه كي يهديني للتخلص من هذه العادة .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فإننا نقول لك: لا تيأس من العلاج، فما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء، علمه من علمه ‏وجهله من جهله. ومن تأمل حال التائبين وجد أن أكثرهم قبل التوبة يقولون: لا ‏نستطيع التخلص مما نحن فيه! ولكن من الله عليهم بالتوبة لأنهم راجعوا أنفسهم، ‏وقوي عندهم إيمانهم لحظة التوبة، وأخلصوا في طلبها، ومن هنا فإننا ننصحك بعلاج ‏قلبك حتى يقوى على مقاومة الشهوات والشبهات التي تعرض له، ومن الشهوات التي ‏ينبغي مقاومتها: شهوة ممارسة العادة السرية المدمرة، كما أن تأمل آثار المعصية على ‏القلب وسائر أعمال الجوارح يدفع للتوبة، ويجعل المرء يعمل فكره وعقله للتخلص ‏منها، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد الشباب إلى الزواج، ومن لم يستطع منهم ‏الزواج أرشده إلى الصوم، ولم يرشدهم إلى العادة السرية، ولو كان ذلك خيرا لدلهم ‏عليه. واعلم أن الوسائل المثيرة تميت القلب وتذهب نوره وما أحسن قول القائل: ‏رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها. وعليك أن تعلم أن قولك: إنك لا ‏تستطيع ترك الوسائل المثيرة دليل الخور والضعف، بل إن استعمال هذه الوسائل من ‏الشهوات التي ينبغي مقاومتها وتركها، فلا بد من فطم النفس عن الهوى وإلا أوردتك ‏موارد الهلكة
والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
كما نوصيك بمصاحبة الأخيار والبعد عن الأشرار، وتعلم العلم النافع الذي يشغل ‏وقتك ويصرفك عن السوء، واعلم أن أنجع وسيلة للبعد عن الوقوع في ما لا يرضي الله ‏هي أن تستشعر مراقبة الله لك وأنه مطلع عليك غاية الإطلاع. نسأل الله تعالى أن ‏يطهر قلبك ويحصن فرجك ويقيك السوء.‏
والله أعلم.‏

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة