إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين 
قوله عز وجل: 
إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح فيه قولان: أحدهما: إن تستنصروا الله ، فالفتح النصر ، فقد جاءكم فضل الله بنصرنا ، حكاه 
 nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري.  والثاني: معناه إن تستنصروا الله ، والفتح النصر ، فقد جاءكم نصر الله لنا عليكم ، وفي هذا الخطاب قولان. أحدهما: أنه خطاب للمشركين لأنهم استنصروا يوم 
بدر  بأن قالوا: اللهم أقطعنا للرحم وأظلمنا لصاحبه فانصره عليه ، فنصر الله تعالى نبيه والمسلمين عليهم.  
[ ص: 306 ] ثم قال 
وإن تنتهوا فهو خير لكم لأن الاستنصار كان عليهم لا لهم. 
وإن تعودوا نعد فيه وجهان: أحدهما: وإن تعودوا إلى مثل هذا التكذيب نعد إلى مثل هذا التصديق. والثاني: وإن تعودوا إلى مثل هذا الاستفتاح نعد إلى مثل هذا النصر. والقول الثاني: أنه خطاب للمؤمنين نصرهم الله تعالى يوم 
بدر  حين استنصروه 
وإن تنتهوا فهو خير لكم يعني عما فعلتموه في الأسرى والغنيمة. 
وإن تعودوا نعد فيه وجهان: أحدهما: وإن تعودوا إلى الطمع نعد إلى المؤاخذة. 
الثاني: وإن تعودوا إلى مثل ما كان منكم في الأسرى والغنيمة نعد إلى الإنكار عليكم.  
[ ص: 306 ]