صفحة جزء
من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور

قوله تعالى: من كان يريد العزة فيه ثلاثة أقوال .

أحدها: من كان يريد العزة بعبادة الأوثان فلله العزة جميعا ، قاله مجاهد .

والثاني: من كان يريد العزة فليتعزز بطاعة الله، قاله قتادة . وقد روى أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن ربكم يقول كل يوم: أنا العزيز، فمن أراد عز الدارين فليطع العزيز "

والثالث : من كان يريد العزة لمن هي، فإنها لله جميعا، قاله الفراء .

قوله تعالى: إليه يصعد الكلم الطيب وقرأ ابن مسعود ، وأبو عبد الرحمن السلمي، والنخعي، والجحدري، والشيزري عن الكسائي: [ ص: 478 ] " يصعد الكلام الطيب " وهو توحيده وذكره والعمل الصالح يرفعه قال علي بن المديني: الكلم الطيب: لا إله إلا الله، والعمل الصالح: أداء الفرائض واجتناب المحارم .

وفي هاء الكناية في قوله: يرفعه ثلاثة أقوال .

أحدها: أنها ترجع إلى الكلم الطيب; فالمعنى: والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب، قاله ابن عباس، والحسن، وسعيد بن جبير، ومجاهد، والضحاك . وكان الحسن يقول: يعرض القول على الفعل، فإن وافق القول الفعل قبل، وإن خالف رد .

والثاني: أنها ترجع إلى العمل الصالح، فالمعنى: والعمل الصالح يرفعه الكلم الطيب، فهو عكس القول الأول، وبه قال أبو صالح، وشهر بن حوشب . فإذا قلنا: إن الكلم الطيب هو التوحيد، كانت فائدة هذا القول أنه لا يقبل عمل صالح إلا من موحد .

والثالث : أنها ترجع إلى الله عز وجل; فالمعنى: والعمل الصالح يرفعه الله إليه، أي: يقبله، قاله قتادة .

قوله تعالى: والذين يمكرون السيئات قال أبو عبيدة: يمكرون: بمعنى: يكتسبون ويجترحون . ثم في المشار إليهم أربعة أقوال . [ ص: 479 ] أحدها: أنهم الذين مكروا برسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الندوة، قاله أبو العالية .

والثاني: أنهم أصحاب الرياء، قاله مجاهد ، وشهر بن حوشب .

والثالث : أنهم الذين يعملون السيئات، قاله قتادة، وابن السائب .

والرابع : أنهم قائلو الشرك، قاله مقاتل .

وفي معنى يبور قولان .

أحدهما: يبطل، قاله ابن قتيبة . والثاني: يفسد، قاله الزجاج .

التالي السابق


الخدمات العلمية