صفحة جزء
ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود . ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور

قوله تعالى: ومن الجبال جدد بيض أي: ومما خلقنا من الجبال جدد . قال ابن قتيبة : الجدد: الخطوط والطرائق تكون في الجبال، فبعضها بيض، وبعضها حمر، وبعضها غرابيب سود، والغرابيب جمع غربيب، وهو الشديد السواد، يقال: أسود غربيب، وتمام الكلام عند قوله: كذلك ، يقول: من الجبال مختلف ألوانه، ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك أي: كاختلاف الثمرات . قال الفراء: وفي الكلام تقديم وتأخير، تقديره: وسود غرابيب، لأنه يقال: أسود غربيب، [ ص: 486 ] وقلما يقال: غربيب أسود . وقال الزجاج: المعنى: ومن الجبال غرابيب سود، وهي ذوات الصخر الأسود . وقال ابن دريد: الغربيب: الأسود، أحسب أن اشتقاقه من الغراب .

وللمفسرين في المراد بالغرابيب ثلاثة أقوال .

أحدها: الطرائق السود، قاله ابن عباس . والثاني: الأودية السود، قاله قتادة . والثالث: الجبال السود، قاله السدي .

ثم ابتدأ فقال: إنما يخشى الله من عباده العلماء يعني العلماء بالله عز وجل . قال ابن عباس: يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزتي وسلطاني . وقال مجاهد والشعبي: العالم من خاف الله . وقال الربيع بن أنس: من لم يخش الله فليس بعالم .

التالي السابق


الخدمات العلمية