الإعراب: 
فتح السين وكسرها في {يحسب} في المستقبل خاصة لغتان. 
{إلحافا} : مصدر في موضع الحال. 
وقوله: وذروا ما بقي من الربا  : يجيء الإسكان في {بقي} على ما  
[ ص: 622 ] ما قدمناه من تشبيه الياء بالألف، ومثله قوله: [من البسيط] 
هو الخليفة فارضوا ما رضي لكم ماضي العزيمة ما في حكمه جنف 
ومن قرأ: {الربو} بالواو; فوجهها: أنه فخم الألف، فانتحى بها [نحو الواو التي الألف منها]، ولا ينبغي أن يحمل على غير هذا الوجه; إذ ليس في الكلام اسم آخره واو ساكنة قبلها ضمة. 
وقد تقدم القول في: {فأذنوا} ، وفي: 
وإن كان ذو عسرة  . 
ومن قرأ: {فنظرة} ، فهو مسكن من (نظرة) ؛ استخفافا، ومن قرأ: {فناظرة} ؛ فمعناه: فمسامحة، يقال: (تناظر القوم بينهم الحقوق) ؛ إذا أخروها.  
[ ص: 623 ]  {ميسرة} : فتح السين وضمها لغتان، الضم مثل: (المقبرة) ، و(المقدرة) ، والفتح أكثر. 
ومن قرأ: {ميسره} ؛ فهو شاذ، لا يعلم في الكلام (مفعل) بغير هاء ووجهها: أنه أراد: إلى ميسرته، فحذف هاء التأنيث، كما قال: [من الرمل]. 
أبلغ النعمان عني مألكا     أنه قد طال حبسي وانتظاري 
يريد: مألكة، فحذف. 
{تصدقوا} : بالتخفيف على حذف إحدى التاءين، والتشديد على الإدغام. 
فرجل وامرأتان  : من أسكن الهمزة; احتمل أن يكون شبهها بالألف; لاتفاقهما في الجهر، والزيادة، والبدل، والحذف، والخفاء، وقرب المخرج، فسكنها، ويحتمل أن يكون خففها بإبدالها ألفا على غير قياس، ثم قلبت الألف همزة، كما قالوا: (الخأتم) ، و (العألم) ، وكما قرأ 
 nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير   : {وكشفت عن سأقيها} [النمل: 44].  
[ ص: 624 ] وقوله: 
أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى  : من كسر {أن} ، ورفع {فتذكر} ؛ فهو شرط، وجوابه: {فتذكر} ، والتقدير: (فهما تذكر إحداهما الأخرى) ، وموضع الشرط وجوابه رفع بأنه نعت للمرأتين، وقوله: {فرجل} : ابتداء، {وامرأتان} : معطوف عليه، والخبر محذوف، والتقدير: (فرجل وامرأتان، ممن ترضون من الشهداء، إن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى; يقومون مقام الرجلين) . 
وقيل: التقدير: (فرجل وامرأتان، ممن ترضون من الشهداء، إن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى; يشهدون) ، فالخبر [مضمر بعد {إن} التي للشرط; لأن الشرط وجوابه صفة للمرأتين. 
ومن فتح {إن} ؛ فهي مفعول له]، والعامل فيها فعل محذوف يدل عليه الكلام; لأن معنى 
فرجل وامرأتان  : استشهدوا رجلا وامرأتين; لأن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى. 
وذكر الضلال; لأنه سبب الإذكار، وإنما أمروا أن يستشهدوا للإذكار، لا  
[ ص: 625 ] للضلال، ومثله: (أعددت الخشبة أن يميل الحائط، فأدعمه) ، فإعداد الخشبة للدعم لا للميلان. 
ويجوز ارتفاع 
فرجل وامرأتان على إضمار (كان) ، والمعنى: (فليكن رجل وامرأتان ممن يشهدون) ؛ فـ (رجل) : اسم (كان) ، و(ممن يشهدون) : الخبر، و 
أن تضل  : متعلق بـ (تكن) ، والتقدير: (فلتكن شهادة رجل وامرأتين) ، فحذف المضاف، وحسن إضمار (كان) ؛ لتقدم ذكرها في: 
فإن لم يكونا رجلين  . 
ويجوز أن تقدر (كان) بمعنى: (وقع) ، ويكون إضمار شيء واحد أحسن من إضمار شيئين; فالمعنى: فليحدث شهادة رجل وامرأتين; لأن تضل. 
ومن نصب {فتذكر} ؛ فهو معطوف على {تضل} على قراءة من فتح {أن} ، ومن رفع; فعلى: (فهما تذكر) ، على ما قدمناه. 
وموضع {أن} من 
أن تكتبوه نصب على معنى: (لا تملوا من أن تكتبوه) . 
صغيرا أو كبيرا  : حالان من (الهاء) في 
تكتبوه ، وهي عائدة على (الدين) . 
إلا أن تكون تجارة حاضرة  : النصب على تقدير: (إلا أن يكون المتبايع تجارة حاضرة) ، والرفع على تقدير: (إلا أن تقع تجارة حاضرة) .  
[ ص: 626 ] ولم تجدوا كاتبا  : من قرأ: {كتابا} ؛ احتمال أن يكون مصدر (كتب) ، واحتمل أن يراد الكتاب الذي يكتب فيه. 
ومن قرأ: {كتابا} ؛ فجمع (كاتب) ، و {كتبا} ؛ جمع (كتاب) . 
{فرهان} : ابتداء، والخبر محذوف، المعنى: فرهان مقبوضة تكفي من ذلك. 
و(رهان) : جمع (رهن) ؛ كـ (كعب وكعاب) ، ويجوز أن يكون جمع (رهن) ، و(رهن) : [جمع (رهن) ، إلا أن سيبويه لا يرى الإقدام على جمع الجمع إلا بسماع. 
و(رهن) : يحتمل أن يكون جمع (رهن) ]; (كسقف وسقف) ، ويجوز أن يكون جمع (رهان) ، و(رهان) : جمع (رهن) ، وإسكان الهاء من {رهن} تخفيف. 
فإنه آثم قلبه  : {آثم} : خبر (إن) ، و {قلبه} : رفع بفعله. 
ويحتمل أن يرتفع {آثم} بالابتداء، و {قلبه} بفعله، ويسد مسد الخبر، والجملة خبر (إن) . 
ويحتمل أن يرتفع {قلبه} بالابتداء، و {آثم} : خبره، والجملة خبر (إن) .  
[ ص: 627 ] ويحتمل أن يكون {آثم} خبر (إن) ، و {قلبه} : بدل من المضمر في {آثم} ؛ بدل بعض من كل. 
وأجاز 
أبو حاتم  نصب {قلبه} بـ {آثم} على التفسير، وهو بعيد; لأنه معرفة. 
فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء  : من جزم; عطف على {يحاسبكم} ، ومن رفع; قطعه من الأول، ومن نصب; فبإضمار (أن) ، وهو معطوف على المعنى، حسب ما قدمناه في 
فيضاعفه له  . 
كل آمن بالله  : وحد {آمن} على لفظ {كل} ، ويجوز في غير القرآن: {كل آمنوا} على المعنى. 
ومن قرأ: {وكتابه} على التوحيد; احتمل أن يكون واحدا يراد به الكثرة، واحتمل أن يكون مصدرا بمعنى: المكتوب، فيكون كـ (الخلق) يراد به: المخلوق، وشبهه.  
[ ص: 628 ] ومن قرأ: {وكتبه} ؛ فهو جمع (كتاب) ، يقويه أن قبله: {وملائكته} ، وبعده: {ورسله} . 
ومن قرأ: {لا يفرق} بالياء; فلأن قبله: 
كل آمن بالله ، فهو محمول على {كل} ، والنون على معنى: قالوا: لا نفرق. 
وتقدم ذكر 
انتصاب {غفرانك} ، وأجاز 
 nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء  رفعه; على معنى: (غفرانك بغيتنا) . 
وضم الهمزة في (الإصر) يحتمل أن يكون لغة فيه. 
ومن فتح ياءات الإضافة; فهو الأصل; لأنها بإزاء كاف المخاطب وشبهها، ومن أسكنها; أراد التخفيف، وقد كرهوا الفتح في الياء في مواضع; نحو: (قالي قلا) ، و(معدي كرب) ، والياء في موضع فتح; لأنه بمنزلة: (حضرموت) . 
ومن اختص الفتح عند الهمزة; فعلته: أن الهمزة من حروف قد يفتح لها ما لا يفتح لغيرها; نحو: (يبرأ) و(يقرأ) . 
ومن فتح عند الهمزة المفتوحة والمكسورة دون المضمومة; فلأن التغيير للمضمومة قليل، ولذلك لم يغيروا في نحو: {رءوف} ، كما غيروا في نحو:  
[ ص: 629 ]  (رجل جئز) ، ولا يعتد بتغييرهم في نحو: (يقرأ) ؛ لأن ضمته للإعراب، فهي لا يعتد بها، كما لم يعتدوا بها في نحو: (كتف) ، فكسروا التاء، وليس في الكلام مثل: (فعل) ، ويقوي فتح الياء مع الهمزة دون غيرها: أنه أشد بيانا لها، وكما بين حرف المد واللين عند الهمزة بالمد، كذلك بينت الياء بالحركة. 
ومن خالف ما أصله في بعض الياءات; فمنه ما يكون لعلة; نحو مراعاة 
 nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو  طول الكلمة في نحو: 
ليحزنني أن  [يوسف: 13]، وشبهه، فكره أن يزيد في طولها بالحركة، ونحو مخالفة من خالف أصله في: 
آبائي إبراهيم  [يوسف: 38]; ليبعد بالحركة ما بين الهمزتين، ومن ذلك ما يكون اتباعا للرواية، وجمعا بين اللغتين. 
فأما المحذوفات; فمن حذف جميعها اتبع خط المصحف، [والعرب تستعمل الحذف في ذلك كثيرا، والاكتفاء بالكسرة، وقد بسطنا ذلك في «الكبير» ، وسنذكر طرفا منه في أصول القراءات] من آخر هذا المختصر إن شاء الله تعالى. 
ومن أثبت في الوصل، وحذف في الوقف; فلأنها في الوصل في نية حركة، فأجراه مجرى الياءات المتحركة في نحو: 
يتبعون الداعي  [طه: 108]، و(رأيت  
[ ص: 630 ] القاضي) ، فإذا وقف عليها كانت في نية السكون، فحذفت كما تحذف الصلة في نحو: 
من عنده  [المائدة: 52]، و {وأمه} [المائدة: 17]. 
ومن أثبت في الحالين; جاء بها على الأصل، وليس ذلك بخلاف للخط; لأنهم كثيرا ما يحذفون حروف المد واللين فيه، وهي ثابتة في التلاوة. 
* * *