التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
وقوله تعالى: ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير [الآية؛ أي: استعجالا كاستعجالهم بالخير]، قال مجاهد، وقتادة: هو في دعاء الرجل عند الغضب على أهله وولده.

وقيل: المراد به: قولهم: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم [الأنفال: 32].

[ ص: 326 ] ومعنى لقضي إليهم أجلهم : لقطع أجلهم، وفرغ منه؛ فأميتوا.

فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون أي: يتحيرون، و (طغيان كل شيء) : ارتفاعه وعلوه.

وقوله تعالى: وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما يعني: أنه لا يدعو في هذه الأحوال إلا الله عز وجل.

فلما كشفنا عنه ضره مر أي: مر في العافية على ما كان عليه من المعاصي.

وقوله تعالى: وما كانوا ليؤمنوا : أعلم الله تعالى أن هؤلاء الهالكين لو أبقوا لم يؤمنوا؛ لما سبق من علمه فيهم.

وقوله تعالى: لننظر كيف تعملون أي: ليقع منكم ما تستحقون به الثواب أو العقاب، ولم يزل يعلمه غيبا.

وقوله تعالى: قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله : قال قتادة: هؤلاء مشركو أهل مكة؛ والمعنى: ائت بقرآن ليس فيه ذكر البعث، أو بدله؛ فاجعل مكان الحلال حراما، ومكان الحرام حلالا، ومكان الوعد وعيدا، ومكان الوعيد وعدا؛ فالإتيان بمثله قد يكون معه، والتبديل إنما يكون برفعه.

[ ص: 327 ] وقوله تعالى: قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به أي: ولا أعلمكم به، عن ابن عباس.

فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أي: لم أتل عليكم شيئا.

وقوله تعالى: قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات الآية؛ أي: أتخبرون الله بما لا يكون في السماوات ولا في الأرض أن تشفع الآلهة المعبودة من دونه لأحد؟

وقوله تعالى: وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا : قال مجاهد: يعني: كونهم في زمن آدم على دين واحد، ثم اختلفوا.

وقيل: إن المعنى: أن كل مولود يولد على الفطرة، ثم يختلفون.

وقيل: يعني: آدم وحده، ثم اختلف هابيل وقابيل.

وقيل: {الناس} ههنا: العرب، وهو عام يراد به الخاص.

ولولا كلمة سبقت من ربك أي: لولا أن الله تعالى جعل لهم أجلا في القضاء؛ لفصل بينهم في وقت اختلافهم.

وقوله تعالى: وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء يعني: بـ {الناس} ههنا: الكفار، وقال الحسن: المنافقون.

و (الرحمة) : الفرح، و (الضراء) : الكرب، و (المكر) : الاستهزاء والتكذيب، [ ص: 328 ] عن مجاهد.

قل الله أسرع مكرا أي: جزاء على المكر.

وقوله تعالى: حتى إذا كنتم في الفلك يعني: السفن.

وجرين بهم بريح طيبة : خروج من الخطاب إلى الغيبة.

جاءتها ريح عاصف : الضمير للسفينة، أو للريح، و (العاصف) : الشديدة.

وجاءهم الموج من كل مكان أي: من كل مكان من أمكنة الموج.

وظنوا أنهم أحيط بهم أي: أحاط بهم البلاء.

دعوا الله مخلصين له الدين أي: دعوه وحده، وتركوا ما كانوا يعبدون، قال بعض المفسرين: المعنى: قالوا: (هيا شراهيا) ؛ أي: يا حي، يا قيوم.

وقوله: يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدنيا : قال سفيان بن عيينة: أراد: أن البغي متاع الحياة الدنيا؛ أي: عقوبته تعجل لصاحبه في الدنيا؛ كما يقال: (البغي مصرعة) ، وتقدير الآية مذكور في الإعراب.

وقوله تعالى: فاختلط به نبات الأرض أي: اختلط النبات بالمطر، وقيل: المعنى: فأخرجت الأرض ألوانا من النبات.

وروي عن نافع: أنه وقف: {فاختلط} ؛ أي: فاختلط الماء بالأرض، ثم ابتدأ: به نبات الأرض ؛ أي: بالماء نبات الأرض؛ فـ نبات الأرض على هذا: ابتداء، وعلى مذهب من لم يقف على {فاختلط} : مرفوع بـ(اختلط) .

[ ص: 329 ] وقوله تعالى: حتى إذا أخذت الأرض زخرفها أي: زينتها.

وظن أهلها أنهم قادرون عليها أي: على الانتفاع بها.

فجعلناها حصيدا يعني: ما على ظهرها، والهاء والألف لـ {الأرض} ، أو لـ(الزينة) .

وقوله تعالى: كأن لم تغن بالأمس : قال قتادة: كأن لم تنعم بالأمس، وحقيقته: كأن لم تعمر.

و (المغاني) في اللغة: المنازل التي يعمرها الناس.

وقوله تعالى: والله يدعو إلى دار السلام : [قال قتادة: الله تعالى: السلام، وداره: الجنة، وقيل: دار السلام ]؛ أي: الدار التي يسلم فيها من الآفات.

التالي السابق


الخدمات العلمية