التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

معنى قوله: {وأزلفت} : قربت، و {وبرزت} : أظهرت.

ومعنى {فكبكبوا} : قلبوا على رؤوسهم.

ابن عباس: المعنى: جمعوا، فطرحوا في النار.

مجاهد: (كبكبوا ) : هووا.

وقيل: أصلها: (كببوا ) ; فأبدلت الباء كافا; كراهة التضعيف.

السدي: الضمير في (كبكبوا ) : لمشركي قريش، و {الغاوون} : الآلهة، و وجنود إبليس : من كان من ذريته، وقيل: كل من دعاه إلى عبادة (الأصنام، فاتبعه.

وقوله: إذ نسويكم برب العالمين أي: نعبدكم كما نعبده ) .

وقوله: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم : قال ابن جريج: أي: مالنا من شافعين من الملائكة، ولا صديق حميم من الناس.

و (الحميم ) : الخاص، ومنه: (حامة الرجل ) ، كأنه الذين يحرقهم ما أحرقه

[ ص: 65 ] من الحميم; وهو الماء الحار.

وقوله: قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون يعنون: أقلاء الناس، وأوضاعهم، قال مجاهد وقتادة: يعنون: الحاكة، وقيل: أهل الصناعات الدنيئة; كالحاكة، والحجامين، ونظرائهم، فأعلم الله تعالى أن الصناعات ليست بضائرة في الدين.

وقوله: قال وما علمي بما كانوا يعملون : (أي: إنما لي ظاهرهم، وقيل: إن (كان ) زائدة; والمعنى: وما علمي بما يعملون ؟ ) .

ومعنى من المرجومين : من المشتومين، وقيل: من المرجومين بالحجارة.

الفلك المشحون : المملوء.

وقوله: أتبنون بكل ريع آية تعبثون : (الريع ) : المرتفع من الأرض،

و (الريع ) : الطريق، وهو قول قتادة.

مجاهد: (الريع ) : الثنية الصغيرة، وعنه أيضا: بروج الحمام.

[ ص: 66 ] ومعنى {تعبثون} : تلعبون، عن ابن عباس.

وقوله: وتتخذون مصانع أي: حصونا مشيدة، عن مجاهد.

سفيان: مصانع الماء، وواحدها: (مصنعة ) ، و (مصنع ) ، قاله الزجاج.

أبو عبيدة: يقال لكل بناء: (مصنعة ) ، و (مصنعة ) .

وقوله: لعلكم تخلدون أي: كي تخلدوا، وقيل: هو استفهام بمعنى التوبيخ.

وقوله: وإذا بطشتم بطشتم جبارين : قال ابن عباس: (البطش ) : العسف قتلا بالسيف، وضربا بالسوط، ومعنى ذلك: فعلهم إياه ظلما.

الحسن: هو بطش الجبرية بالبادرة من غير تثبت.

وقوله: إن هذا إلا خلق الأولين أي: دينهم، عن ابن عباس.

قتادة: عادتهم في أنهم يحيون ويموتون.

ومن قرأ: {خلق الأولين} ; فمعناه: اختلاقهم; أي: كذبهم، وقيل: المعنى:

خلق أجسام الأولين.

وقوله: ونخل طلعها هضيم : (الهضيم ) : اللطيف في جسمه، ومنه: (هضيم الحشا ) .

[ ص: 67 ] ابن عباس: قد أينع وبلغ.

الضحاك: قد ضمر بركوب بعضه بعضا.

عكرمة: رطب لين.

مجاهد: المعنى: أنه إذا مس تفتت.

(الزهري: الرخص اللطيف أول ما يخرج; وهو الطلع النضيد ) .

وقيل: هو (فعيل ) بمعنى: (فاعل ) ، ومعنى (هاضم ) : مريء.

وقيل: إنما يقال للطلع: (هضيم ) قبل أن يتفتح.

وقيل: المعنى: منه ما قد أرطب، ومنه مذنب.

وقوله: وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين أي: أشرين بطرين، عن ابن عباس، وقاله مجاهد، وروي عنه أيضا: شرهين.

الضحاك: كيسين، الحسن: آمنين، قتادة: معجبين، ابن زيد: أقوياء،

وقيل: معناه مرحين.

و {فارهين} و {فرهين} في قول أبي عبيدة وغيره سواء.

[ ص: 68 ] وروي عن ابن عباس، وأبي صالح، وغيرهما: أن معنى {فارهين} بالألف:

حاذقين.

عبد الله بن شداد: معنى {فرهين} : متجبرين.

قالوا إنما أنت من المسحرين : هو من (السحر ) في قول مجاهد وقتادة.

ابن عباس: المعنى: من المخلوقين; أي: بشر لك سحر; أي: رئة، وتقدم ذكر ذلك.

وقيل: المعنى: إنما أنت من المعللين بالطعام والشراب.

وقوله: أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم : قال مجاهد: يعني: الفرج.

وقوله: بل أنتم قوم عادون أي: متجاوزون في الظلم.

وقوله: قال إني لعملكم من القالين أي: المبغضين.

وتقدم القول في {الغابرين} ، وفي جميع ما لم أذكره من القصص.

وقوله: واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين : قال مجاهد: {الجبلة} : الخليقة.

وقوله: فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة : قال ابن عباس: أصابهم حر شديد،

[ ص: 69 ] فأرسل الله سحابة، فهربوا إليها; ليستظلوا بها، فلما صاروا تحتها; صيح بهم، فهلكوا.

وقيل: خرجوا إلى الغيضة يستظلون بها، فأضرمها الله عليهم نارا.

وقوله: نزل به الروح الأمين يعني: جبريل (عليه السلام ) ، على قلبك أي: يتلوه عليك، فيعيه قلبك.

وقوله: وإنه لفي زبر الأولين أي: وإن ذكر نزوله لفي زبر الأولين.

وقوله: أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل : قال مجاهد: يعني: ابن سلام، وقيل: كل من علمه، وأقر بصحته منهم.

وقوله: ولو نزلناه على بعض الأعجمين : (الأعجم) : الذي يمتنع لسانه من العربية وإن كان عربيا، ونقيضه: (الفصيح ) ، و (أعجمي ) : منسوب إليه، و (العجمي ) : الذي أصله من العجم وإن كان فصيحا، ونقيضه: (العربي) ،

ومعنى الآية: ولو نزلنا القرآن على بعض البهائم التي لا تنطق، فنطقت به; لما آمنوا به.

التالي السابق


الخدمات العلمية