التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
[ ص: 140 ] وقوله: قالت إحداهما : قيل: هي الصغرى منهما، وهي التي تزوجها موسى، روي: أن اسمها صوريا، وقيل: صفورة، وأختها: ليا.

وقوله: إن خير من استأجرت القوي الأمين يعني: ما رأته من قوته على رفع الصخرة والسقي، وأمانته: هو ما روي أنه جعلها في الطريق خلفه تدله; لئلا يراها.

وقوله: إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج : استدل بعض العلماء بهذا القول على أن القول في الصداق: (أنكحه إياها) أولى من أنكحها إياه. ومعنى: أن تأجرني ثماني حجج [أن تكون لي أجيرا] ثماني سنين، فيكون ذلك صداق ابنته.

فإن أتممت عشرا فمن عندك : [أي: فتفضلا منك].

وقوله: قال ذلك بيني وبينك أي: لك ما شرطت، ولي مثله.

أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي أي: لا طلب علي بعده.

و (العدوان ) : التجاوز في غير الواجب.

[ ص: 141 ] وقوله: إحدى ابنتي هاتين غير معينة، وكون الخدمة ثماني سنين أو عشرا، ولم يعين ذلك، وكون النكاح على عمل البدن - عند أكثر العلماء - خاص لموسى عليه السلام.

واستدل مالك رحمه الله بهذه الآية على أن البكر يزوجها أبوها، ولا يشاورها، وقال غيره: ليس في الآية ما يدل على أنه لم يستشرها.

وقوله: والله على ما نقول وكيل : من قول موسى، وقيل: من قول والد المرأة، وأعطى أبو المرأة لموسى العصا التي جعلها الله له آية، وقد ذكرت خبرها في "الكبير".

وقوله: فلما قضى موسى الأجل : روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قضى أتم الأجلين. وتقدم ذكر آنس من جانب الطور نارا .

وقوله: من الشجرة : قيل: كانت شجرة العليق، وقيل: سمرة، وقيل عوسج.

وكلم الله تعالى موسى من فوق عرشه، وأسمعه كلامه من الشجرة على ما شاء، ولا يجوز أن يوصف الله تعالى بالانتقال، والزوال، وشبه ذلك من صفات المخلوقين.

[ ص: 142 ] وقوله: اسلك يدك في جيبك أي: أدخلها، وقد تقدم ذلك.

واضمم إليك جناحك من الرهب أي: اضمم إليك يدك من فزعك من الحية، عن مجاهد وغيره.

وقيل: إن قوله: من الرهب متعلق بقوله: [ ولم يعقب ، وقيل: هو متعلق بقوله]: ولى مدبرا .

ابن عباس: قيل له: أدخل يدك، فاجعلها على صدرك، حتى يذهب عنك الرعب، قال: وليس من أحد يدركه رعب فيفعل ذلك إلا ذهب عنه.

وقد تقدم ذكر (الجناح ) ، وقد قال الفراء: إنه ههنا العصا.

وقوله: فذانك برهانان من ربك يعني: اليد والعصا.

وقوله: فأرسله معي ردءا يصدقني : (الردء ) : العون، وترك همزه تخفيف، وهو بمعنى المهموز، ويجوز أن يكون ترك الهمز من قولهم: (أردى على المئة ) ; إذا زاد عليها فكأن المعنى: أرسله معي زيادة في تصديقي، قاله مسلم بن جندب.

وقوله: قال سنشد عضدك بأخيك أي: نقويك به.

[ ص: 143 ] ونجعل لكما سلطانا أي: حجة، وقيل: القوة بالعصا.

فلا يصلون إليكما بآياتنا أي: تمتنعان منهم بآياتنا، فيجوز أن يوقف على {إليكما} ، ويبتدأ: {بآياتنا} ; أي: تمتنعان بآياتنا، وإن قدر: ونجعل لكما سلطانا بآياتنا، فلا يصلون إليكما; [لم يوقف على {إليكما} ].

الأخفش، والطبري: التقدير: أنتما ومن اتبعكما الغالبون بآياتنا، فقدمت الآيات، وفي هذا تقدمة الصلة على الموصول، إلا أن يقدر: أنتما غالبان بآياتنا، أنتما ومن اتبعكما الغالبون، حسب ما تقدم في إني لكما لمن الناصحين [الأعراف: 21].

وقوله: فأوقد لي يا هامان على الطين يعني: حتى يصير آجرا، عن ابن عباس.

قتادة: هو أول من صنع الآجر.

وقوله: فاجعل لي صرحا أي: بنيانا مرتفعا.

التالي السابق


الخدمات العلمية