قوله تعالى : فك رقبة  [ ص: 61 ] فيه ثلاث مسائل : 
الأولى : قوله تعالى : 
فك رقبة فكها : خلاصها من الأسر . وقيل : من الرق . وفي الحديث : [ وفك الرقبة أن تعين في ثمنها ] . من حديث 
البراء ،  وقد تقدم في سورة ( التوبة ) . والفك : هو حل القيد والرق قيد . وسمي المرقوق رقبة ; لأنه بالرق كالأسير المربوط في رقبته . وسمي عتقها فكا كفك الأسير من الأسر . قال 
حسان    : 
كم من أسير فككناه بلا ثمن وجز ناصية كنا مواليها 
وروى 
عقبة بن عامر الجهني  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=832538من أعتق رقبة مؤمنة كانت فداءه من النار قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي    : ويحتمل ثانيا أنه أراد فك رقبته وخلاص نفسه ، باجتناب المعاصي ، وفعل الطاعات ولا يمتنع الخبر من هذا التأويل ، وهو أشبه بالصواب . 
الثانية : قوله تعالى : رقبة قال 
أصبغ    : الرقبة الكافرة ذات الثمن أفضل في العتق من الرقبة المؤمنة القليلة الثمن لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد سئل أي الرقاب أفضل ؟ قال : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=832539أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها   " . 
 nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي    : والمراد في هذا الحديث : من المسلمين بدليل قوله - عليه السلام - : من أعتق امرأ مسلما ومن أعتق رقبة مؤمنة . وما ذكره 
أصبغ  وهلة وإنما نظر إلى تنقيص المال ، والنظر إلى تجريد المعتق للعبادة ، وتفريغه للتوحيد ، أولى . 
الثالثة : 
العتق والصدقة من أفضل الأعمال   . وعن 
أبي حنيفة    : أن العتق أفضل من الصدقة . وعند صاحبيه الصدقة أفضل . والآية أدل على قول 
أبي حنيفة  لتقديم العتق على الصدقة . وعن 
الشعبي  في رجل عنده فضل نفقة : أيضعه في ذي قرابة أو يعتق رقبة ؟ قال : الرقبة أفضل ; لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=832540من فك رقبة فك الله بكل عضو منها عضوا من النار   .