صفحة جزء
باب ما جاء في الهرج والعبادة فيه

2200 حدثنا هناد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق بن سلمة عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من ورائكم أياما يرفع فيها العلم ويكثر فيها الهرج قالوا يا رسول الله ما الهرج قال القتل قال أبو عيسى وفي الباب عن أبي هريرة وخالد بن الوليد ومعقل بن يسار وهذا حديث صحيح
( باب ما جاء في الهرج ) بفتح الهاء وسكون الراء قال في النهاية : الهرج القتال والاختلاط ، وقد هرج الناس يهرجون هرجا إذا اختلفوا ، وأصل الهرج الكثرة في الشيء والاتساع ، وفي القاموس : هرج الناس يهرجون وقعوا في فتنة واختلاط وقتل انتهى .

قوله : ( عن شقيق ) هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل الكوفي ، ثقة مخضرم مات في خلافة عمر بن عبد العزيز .

قوله : ( إن من ورائكم أياما ) وفي رواية البخاري في الفتن : إن بين يدي الساعة أياما ( يرفع فيها العلم ) زاد البخاري : وينزل فيها الجهل ، قال الحافظ : معناه أن العلم يرتفع بموت العلماء ، فكلما مات عالم ينقص العلم بالنسبة إلى فقد حامله ، وينشأ عن ذلك الجهل بما كان ذلك العالم ينفرد به عن بقية العلماء ( ويكثر فيها الهرج ، قالوا : يا رسول الله ما الهرج ؟ قال : القتل ) قال الحافظ : وجاء تفسير أيام الهرج فيما أخرجه أحمد والطبراني بسند حسن من حديث خالد بن الوليد : أن رجلا قال له يا أبا سليمان اتق الله فإن الفتن قد ظهرت ، فقال أما وابن الخطاب حي [ ص: 369 ] فلا ، إنما تكون بعده فينظر الرجل فيفكر هل يجد مكانا لم ينزل به مثل ما نزل بمكانه الذي هو به من الفتنة والشر فلا يجد ، فتلك الأيام التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يدي الساعة أيام الهرج انتهى .

قوله : ( وفي الباب عن أبي هريرة وخالد بن الوليد ومعقل بن يسار ) أما حديث أبي هريرة فأخرجه البخاري في الأدب وفي الفتن ، ومسلم في العلم ، وأبو داود وابن ماجه في الفتن .

وأما حديث خالد بن الوليد فأخرجه أحمد والطبراني في الكبير وأما حديث معقل بن يسار فأخرجه الترمذي في هذا الباب .

قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه البخاري في الفتن ، ومسلم في العلم وابن ماجه في الفتن .

التالي السابق


الخدمات العلمية