صفحة جزء
الحكم بن عتيبة ( ع )

الإمام الكبير عالم أهل الكوفة ، أبو محمد الكندي ، مولاهم الكوفي ، ويقال : أبو عمرو ، ويقال : أبو عبد الله .

حدث عن أبي جحيفة السوائي ، وشريح القاضي ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وأبي وائل شقيق بن سلمة ، وإبراهيم النخعي ، وسعيد بن جبير ، ومصعب بن سعد ، وطاوس ، وعكرمة ، ومجاهد ، وأبي الضحى ، وعلي بن الحسين ، وأبي الشعثاء المحاربي ، وعامر الشعبي ، وعطاء بن أبي رباح ، والحسن بن مسلم ، وعمرو بن ميمون الأودي ، ومقسم ، وأبي عمر الصيني ، وعراك بن مالك ، ويحيى بن الجزار ، وخيثمة بن عبد الرحمن ، وسالم بن أبي الجعد ، وقيس بن أبي حازم ، وعمرو بن نافع ، وأبي صالح السمان ، وإبراهيم التيمي ، وخلق سواهم .

وعنه منصور ، والأعمش ، وزيد بن أبي أنيسة ، وأبان بن تغلب ، ومسعر بن كدام ، ومالك بن مغول ، والأوزاعي ، وحمزة بن حبيب الزيات ، وشعبة ، وقيس بن الربيع ، وأبو عوانة ، ومعقل بن عبيد الله ، وآخرون .

قال أحمد بن حنبل : هو من أقران إبراهيم النخعي ، ولدا في عام واحد ، قلت : ما عين السنة ، وهي نحو سنة ست وأربعين [ ص: 209 ] كتب إلى من سمع أبا حفص المعلم ، أنبأنا ابن المبارك ، أنبأنا أبو محمد الخطيب ، أنبأنا ابن حبابة ، حدثنا البغوي ، حدثنا محمد بن غيلان ، حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، قال : كان ابن شهاب في أصحابه بمنزلة الحكم في أصحابه .

قال الأوزاعي : حججت فلقيت عبدة ابن أبي لبابة ، فقال لي : هل لقيت الحكم ؟ ، قلت : لا ، قال : فالقه ، فما بين لابتيها أفقه منه .

قال أحمد بن حنبل : هو أثبت الناس في إبراهيم .

قال سفيان بن عيينة : ما كان بالكوفة مثل الحكم ، وحماد بن أبي سليمان .

قال عباس الدوري : كان الحكم صاحب عبادة وفضل ، وقال أحمد بن عبد الله العجلي : كان الحكم ثقة ثبتا فقيها من كبار أصحاب إبراهيم ، وكان صاحب سنة واتباع .

قال سليمان الشاذكوني ، حدثنا يحيى بن سعيد ، سمعت شعبة يقول : كان الحكم يفضل عليا على أبي بكر وعمر ، قلت : الشاذكوني ليس بمعتمد وما أظن أن الحكم يقع منه هذا .

وروى أبو إسرائيل الملائي ، عن مجاهد بن رومي ، قال : ما كنت أعرف فضل الحكم إلا إذا اجتمع علماء الناس في مسجد منى 72 نظرت إليهم فإذا هم عيال عليه . وبإسنادي إلى البغوي : حدثنا محمد بن إسحاق ، حدثنا ابن نمير ، حدثنا ابن إدريس ، عن أبيه ، قال : رأيت الحكم وحمادا في مجلس محارب وهو على [ ص: 210 ] القضاء أحدهما عن يمينه ، والآخر عن شماله ، فينظر إلى هذا مرة ، وإلى هذا مرة . وقال شعبة : أحاديث الحكم عن مقسم كتاب سوى خمسة أحاديث ، ثم قال يحيى القطان : هي حديث الوتر ، وحديث القنوت ، وحديث عزيمة الطلاق ، وجزاء الصيد ، وإتيان الحائض . ثم قال يحيى : والحجامة للصائم ليس بصحيح . حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا بهز وأبو داود قالا : حدثنا شعبة عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- احتجم وهو صائم بالقاحة لم يقل بهز : بالقاحة .

حدثنا أحمد بن حنبل قال : قال يحيى بن سعيد : قال شعبة : لم يسمع [ ص: 211 ] الحكم من مقسم ، يعني حديث الحجامة .

حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا محمد بن خازم ، حدثنا الأعمش ، عن شقيق ، عن عبد الله قال : والله إن الذي يفتي الناس في كل ما يسألونه لمجنون ، قال الأعمش : قال لي الحكم : لو سمعت هذا منك قبل اليوم ما كنت أفتي في كثير مما كنت أفتي .

حدثنا أحمد بن محمد القاضي ، حدثنا مسلم ، حدثنا شعبة ، عن الحكم قال : خرجت على جنازة وأنا غلام ، فصلى عليها زيد بن أرقم ، فسمعت الناس يقولون : كبر عليها أربعا .

وقال معقل بن عبيد الله : قلت للحكم يا أبا محمد .

قال علي ابن المديني : قلت ليحيى : أي أصحاب إبراهيم أحب إليك ؟ .

قال : الحكم ومنصور ما أقربهما ، قال المدائني : الحكم بن عتيبة كندي ويقال : أسدي مولى .

قال حجاج بن محمد : سمعت أبا إسرائيل يقول : إن أول يوم عرفت فيه الحكم يوم مات الشعبي ، جاء إنسان يسأل عن مسألة فقالوا : عليك بالحكم بن عتيبة .

أحمد بن زهير ، حدثنا ابن معين ، حدثنا جرير ، عن مغيرة ، قال : كان الحكم إذا قدم المدينة ، فرغت له سارية النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي إليها .

حميد بن عبد الرحمن : سمعت ابن أبي ليلى يقول : كان الشعبي يقول : [ ص: 212 ] ما قالت الصعافقة ما قال الناس ، يعني الحكم .

وقال ضمرة عن الأوزاعي : لقيت الحكم بمنى فإذا رجل حسن السمت متقنعا .

وقال أبو همام : حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثني الأوزاعي قال : قال لي يحيى بن أبي كثير ونحن بمنى : لقيت الحكم بن عتيبة ؟ قلت : نعم ، قال : ما بين لابتيها أحد أفقه منه . قال : وبها عطاء وأصحابه .

قال أبو نعيم : حدثنا الأعمش ، عن الحكم قال لرجل : أنت مثل الطير الذي يرى الكواكب في السماء يحسب أنها سمك .

قال ابن إدريس : سألت شعبة متى مات الحكم ؟ قال : سنة خمس عشرة ومائة ، قال ابن إدريس : فيها ولدت ، وفيها أرخه أبو نعيم وغيره ، وقيل سنة أربع عشرة ، وليس بشيء .

أخبرنا القاضي أبو محمد عبد الخالق بن عبد السلام ، أنبأنا عبد الله بن أحمد الفقيه ، أنبأنا أحمد بن عبد الغني ، أنبأنا نصر بن أحمد ، أنبأنا عبد الله بن عبيد الله ، حدثنا أبو عبد الله المحاملي ، حدثنا محمد بن الوليد ، حدثنا محمد هو ابن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن الحكم ، عن ابن أبي رافع ، عن أبي رافع ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث رجلا من بني مخزوم على الصدقة فقال لأبي رافع : اصحبني كيما تصيب منها ، فقال : حتى آتي النبي -صلى الله عليه وسلم- فأسأله ، فانطلق إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فسأله ، فقال : إن الصدقة لا تحل لنا ، وإن مولى القوم من أنفسهم . [ ص: 213 ] هذا حديث صحيح غريب ، أخرجه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي من رواية شعبة ، فوقع لنا عاليا ، وابن أبي رافع ، هو عبيد الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية