صفحة جزء
[ ص: 268 ] سورة الشعراء

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى : ( طسم ( 1 ) تلك آيات الكتاب المبين ( 2 ) لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين ( 3 ) ) ( طسم ) : مثل الم ، وقد ذكر في أول البقرة . ( تلك آيات الكتاب ) : مثل : ذلك الكتاب . و ( أن لا يكونوا ) : مفعول له ؛ أي لئلا ؛ أو مخافة أن لا .

قال تعالى : ( إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين ( 4 ) ) .

قوله تعالى : ( فظلت ) : أي فتظل ، وموضعه جزم عطفا على جواب الشرط ؛ ويجوز أن يكون رفعا على الاستئناف .

قوله تعالى : ( خاضعين ) : إنما جمع المذكر لأربعة أوجه ؛ أحدها : أن المراد بالأعناق عظماؤهم . والثاني : أنه أراد أصحاب أعناقهم . والثالث : أنه جمع عنق من الناس ؛ وهم الجماعة وليس المراد الرقاب . والرابع : أنه لما أضاف الأعناق إلى المذكر وكانت متصلة بهم في الخلقة ، أجرى عليها حكمهم .

وقال الكسائي " خاضعين " : هو حال للضمير المجرور لا للأعناق . وهذا بعيد في التحقيق ؛ لأن " خاضعين " يكون جاريا على غير فاعل ظلت ، فيفتقر إلى إبراز ضمير الفاعل ؛ فكان يجب أن يكون : خاضعين هم .

قال تعالى : ( أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم ( 7 ) ) .

قوله تعالى : ( كم ) : في موضع نصب بـ " أنبتنا " . و " من كل " : تمييز . ويجوز أن يكون حالا .

قال تعالى : ( وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين ( 10 ) ) .

قوله تعالى : ( وإذ نادى ) : أي واذكر ؛ إذ نادي . و ( أن ائت ) : مصدرية ؛ أو بمعنى أي .

قال تعالى : ( قوم فرعون ألا يتقون ( 11 ) ) .

قوله تعالى : ( قوم ) : هو بدل مما قبله .

( ألا يتقون ) : يقرأ بالياء على الاستئناف وبالتاء على الخطاب ، والتقدير : يا قوم فرعون . وقيل : هو مفعول يتقون .

[ ص: 269 ] قال تعالى : ( ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون ( 13 ) ) .

قوله تعالى : ( ويضيق صدري ) : بالرفع على الاستئناف ؛ أي وأنا يضيق صدري بالتكذيب ، وبالنصب عطفا على المنصوب قبله ، وكذلك . ( ينطلق ) .

( فأرسل إلى هارون ) أي ملكا يعلمه أنه عضدي ، أو نبي معي .

قال تعالى : ( فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين ( 16 ) ) .

قوله تعالى : ( إنا رسول رب العالمين ) : في إفراده أوجه ؛ أحدها : هو مصدر كالرسالة ؛ أي ذوا رسول ، أو إنا رسالة ؛ على المبالغة . والثاني : أنه اكتفى بأحدهما : إذ كانا على أمر واحد . والثالث : أن موسى عليه السلام كان هو الأصل ، وهارون تبع ؛ فذكر الأصل .

قال تعالى : ( قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين ( 18 ) وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين ( 19 ) ) .

قوله تعالى : ( من عمرك ) : في موضع الحال من " سنين " .

و ( فعلتك ) بالفتح ، وقرئ بالكسر ؛ أي المألوفة منك .

قال تعالى : ( وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل ( 22 ) ) .

قوله تعالى : ( وتلك ) : حرف الاستفهام محذوف ؛ أي أوتلك .

و ( تمنها ) : في موضع رفع صفة لنعمة ، وحرف الجر محذوف ؛ أي بها وقيل : حمل " على " بذكر أو بعبد .

و ( أن عبدت ) : بدل من نعمة . أو على إضمار هي ، أو من الهاء في تمنها ، أو في موضع جر بتقدير الباء ؛ أي بأن عبدت .

التالي السابق


الخدمات العلمية