صفحة جزء
قال تعالى : ( قال إنما أوتيته على علم عندي أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ( 78 ) ) .

قوله تعالى : ( على علم ) : هو في موضع الحال .

و ( عندي ) : صفة لعلم .

ويجوز أن يكون ظرفا لأوتيته ؛ أي أوتيته فيما أعتقد على علم .

و ( من قبله ) : ظرف لأهلك ، و " من " : مفعول أهلك .

و ( من القرون ) : فيه وجهان :

أحدهما : أن يتعلق بأهلك ، وتكون " من " لابتداء الغاية .

[ ص: 296 ] والثاني : أن يكون حالا من " من " كقولك : أهلك الله من الناس زيدا .

قوله تعالى : ( ولا يسأل ) : يقرأ على ما لم يسم فاعله ، وهو ظاهر ، وبتسمية الفاعل ؛ و " المجرمون " : الفاعل ؛ أي لا يسألون غيرهم عن عقوبة ذنوبهم لاعترافهم بها .

ويقرأ " المجرمين " أي لا يسألهم الله تعالى .

قال تعالى : ( فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم ( 79 ) وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون ( 80 ) ) .

قوله تعالى : ( في زينته ) : هو حال من ضمير الفاعل في خرج .

و ( ويلكم ) : مفعول فعل محذوف ؛ أي ألزمكم الله ويلكم .

و ( خير لمن آمن ) : مثل قوله : ( وما عند الله خير للأبرار ) [ آل عمران : 198 ] . وقد ذكر .

( ولا يلقاها ) : الضمير للكلمة التي قالها العلماء ، أو للإنابة ؛ لأنها في معنى الثواب . أو للأعمال الصالحة .

قال تعالى : ( وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون ( 82 ) و ( بالأمس ) : ظرف لتمنوا .

ويجوز أن يكون حالا من " مكانه " لأن المراد بالمكان هنا الحالة والمنزلة ، وذلك مصدر .

قوله تعالى : ( ويكأن الله ) : " وي " تعجب ، وكأن القوم نبهوا فانتبهوا ، فقالوا : وي كأن الأمر كذا وكذا ؛ ولذلك فتحت الهمزة من " أن " .

وقال الفراء : الكاف موصولة بوي ؛ أي ويك اعلم أن الله يبسط ، وهو ضعيف لوجهين : أحدهما : أن معنى الخطاب هنا بعيد . والثاني : أن تقدير " وي اعلم " لا نظير له ، وهو غير سائغ في كل موضع .

[ ص: 297 ] ( لخسف ) : على التسمية وتركها ، وبالإدغام والإظهار .

ويقرأ بضم الخاء وسكون السين على التخفيف ؛ والإدغام على هذا ممتنع .

قال تعالى : ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ( 83 ) ) .

قوله تعالى : ( تلك الدار ) : " تلك " مبتدأ ، و " الدار " نعت ، ونجعلها الخبر .

قال تعالى : ( إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين ( 85 ) ) .

قوله تعالى : ( أعلم من جاء ) : " من " في موضع نصب على ما ذكر في قوله تعالى : ( أعلم من يضل عن سبيله ) [ الأنعام : 117 ] في الأنعام .

قال تعالى : ( وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك فلا تكونن ظهيرا للكافرين ( 86 ) ) .

قوله تعالى : ( إلا رحمة ) : أي ولكن ألقي رحمة ، أي للرحمة .

قال تعالى : ( ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون ( 88 ) ) .

قوله تعالى : ( إلا وجهه ) : استثناء من الجنس ؛ أي إلا إياه ، أو ما عمل لوجهه سبحانه .

التالي السابق


الخدمات العلمية