صفحة جزء
[ ص: 712 ] النوع الحادي والأربعون :

رواية الأكابر عن الأصاغر .

من فائدته أن لا يتوهم أن المروي عنه أكبر وأفضل لكونه الأغلب . ثم هو أقسام : أحدها : أن يكون الراوي أكبر سنا وأقدم طبقة كالزهري عن مالك ، وكالأزهري عن الخطيب . والثاني : أكبر قدرا ، كحافظ عالم عن شيخ ، كمالك عن عبد الله بن دينار .

والثالث : أكبر من الوجهين كعبد الغني عن الصوري ، وكالبرقاني عن الخطيب . ومنه رواية الصحابة عن التابعين كالعبادلة وغيرهم عن كعب الأحبار . ومنه رواية التابعي عن تابعيه كالزهري والأنصاري عن مالك ، وكعمرو بن شعيب ليس تابعيا ، وروى عنه منهم أكثر من عشرين ، وقيل : أكثر من سبعين .


( النوع الحادي والأربعون : رواية الأكابر عن الأصاغر ) والأصل فيه رواية النبي - صلى الله عليه وسلم - عن تميم الداري حديث الجساسة ، وهي عند مسلم .

وروايته عن مالك بن مزرد ، وقيل : ابن مرارة ، وقيل : ابن مرة الرهاوي ، فيما أخرجه ابن منده في الصحابة بسنده عن زرعة بن سيف بن ذي يزن : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كتب إليه كتابا ، وأن مالك بن مزرد الرهاوي قد حدثني أنك أسلمت وقاتلت المشركين ، فأبشر بخير ، الحديث .

[ ص: 713 ] ( من فائدته ) أي : فائدة معرفة هذا النوع ( أن لا يتوهم أن المروي عنه أفضل وأكبر ) من الراوي ، ( لكونه الأغلب ) في ذلك ، تنزيلا لأهل العلم منازلهم ، للأمر بذلك في حديث عائشة ، أخرجه أبو داود وغيره .

ومنها أن لا يظن أن في السند انقلابا .

( ثم هو أقسام :

أحدها : أن يكون الراوي أكبر سنا وأقدم طبقة ) من المروي عنه ( كالزهري ) ، ويحيى بن سعيد الأنصاري في روايتهما ( عن مالك ) بن أنس .

( وكالأزهري ) أبي القاسم عبيد الله بن أحمد في روايته ( عن ) تلميذه ( الخطيب ) البغدادي ، وهو إذ ذاك شاب .

( والثاني ) أن يكون الراوي ( أكبر قدرا ) لا سنا ( كحافظ عالم ) روى ( عن شيخ ) مسن لا علم عنده ( كمالك ) في روايته ( عن عبد الله بن دينار ) .

وأحمد بن حنبل ، وإسحاق ابن راهويه في روايتهما عن عبيد الله بن موسى العبسي .

( والثالث ) أن يكون الراوي ( أكبر ) من المروي عنه ( من الوجهين ) معا ( كعبد الغني ) بن سعيد الحافظ في روايته ( عن ) محمد بن علي ( الصوري ) تلميذه .

( وكالبرقاني ) في روايته ( عن الخطيب ) .

[ ص: 714 ] وكالخطيب في روايته عن ابن ماكولا .

( ومنه ) أي : من القسم الثالث من رواية الأكابر عن الأصاغر ( رواية الصحابة عن التابعين ، كالعبادلة وغيرهم ) من الصحابة ، كأبي هريرة ، ومعاوية ، وأنس في روايتهم ( عن كعب الأحبار .

ومنه ) أيضا ( رواية التابعي عن تابعيه ، كالزهري ، والأنصاري عن مالك .

وكعمرو بن شعيب ) بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص ، ( ليس تابعيا ، وروى عنه منهم ) أي : التابعين ( أكثر من عشرين ) نفسا فيما جمعهم الحافظ عبد الغني بن سعيد في جزء له ، بلغ بهم تسعة وثلاثين .

( وقيل : أكثر من سبعين ) قاله الحافظ أبو الفضل الطبسي .

وعدهم الحافظ أبو الفضل العراقي نيفا وخمسين : إبراهيم بن ميسرة ، وأيوب السختياني ، وبكير بن الأشج ، وثابت بن عجلان ، وثابت البناني ، وجرير بن حازم ، وحبان بن عطية ، وحبيب بن أبي موسى ، وحريز بن عثمان الرحبي ، والحكم بن عتيبة ، وحميد الطويل ، وداود بن قيس ، وداود بن أبي هند ، والزبير [ ص: 715 ] بن عدي ، وسعيد بن أبي هلال ، وسلمة بن دينار ، وأبو إسحاق سليمان الشيباني ، [ وابنه سليمان بن أبي سليمان ] ، وسليمان الأعمش ، وعاصم الأحول ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي ، وعبد الله بن عون ، وعبد الله بن أبي مليكة ، وعبد الرحمن بن حرملة ، وعبد العزيز بن رفيع ، وعبد الملك بن جريج ، وعبد الله بن عمر العمري .

[ وعطاء بن أبي رباح ] ، وعطاء بن السائب ، وعطاء الخراساني ، والعلاء بن الحارث الشامي ، وعلي بن الحكم الباني ، وعمرو بن دينار ، وأبو إسحاق عمرو السبيعي ، وقتادة ، [ ومحمد بن إسحاق بن يسار ، ومحمد بن جحادة ، ومحمد بن عجلان ] ، وأبو الزبير محمد بن مسلم ، ومحمد بن مسلم الزهري ، ومطر الوراق ، ومكحول ، وموسى بن أبي عائشة ، وأبو حنيفة النعمان بن ثابت ، وهشام بن عروة ، وهشام بن الغاز ، ووهب بن منبه ، [ ويحيى بن سعيد ] ، ويحيى بن أبي كثير ، ويزيد بن أبي حبيب ، [ ص: 716 ] ويزيد بن الهاد ، ويعقوب بن عطاء بن أبي رباح .

وما جزم به المصنف كابن الصلاح من كونه ليس تابعا ، تبعا فيه عبد الغني ، وأبا بكر النقاش .

ورده الحافظ أبو الفضل العراقي ، وقبله المزي ، وقال : قد سمع من غير واحد من الصحابة ، منهم زينب بنت أبي سلمة ، والربيع بنت معوذ بن عفراء ، وهما صحابيتان .

التالي السابق


الخدمات العلمية