صفحة جزء
[ ص: 739 ] النوع السابع والأربعون :

من لم يرو عنه إلا واحد ، لمسلم فيه كتاب ، مثاله : وهب بن خنبش .

وعامر بن شهر ، وعروة بن مضرس ، ومحمد بن صفوان ، ومحمد بن صيفي صحابيون لم يرو عنهم غير الشعبي ، وانفرد قيس بن أبي حازم بالرواية عن أبيه ودكين ، والصنابح بن الأعسر ، ومرداس من الصحابة ، وممن لم يرو عنه من الصحابة إلا ابنه المسيب والد سعيد ، ومعاوية والد حكيم ، وقرة بن إياس والد معاوية ، وأبو ليلى والد عبد الرحمن ، قال الحاكم : لم يخرجا في الصحيحين عن أحد من هذا القبيل وغلطوه بإخراجهما حديث المسيب أبي سعيد في وفاة أبي طالب ، وبإخراج البخاري حديث الحسن عن عمرو بن تغلب ، وقيس عن مرداس ، وبإخراج مسلم حديث عبد الله بن الصامت عن رافع بن عمرو ، ونظائره في الصحيحين كثيرة ، وقد تقدم " في النوع الثالث والعشرين " . وفي التابعين أبو العشراء لم يرو عنه غير حماد بن سلمة ، وتفرد الزهري عن نيف وعشرين من التابعين .

وعمرو بن دينار عن جماعة ، وكذا يحيى بن سعيد الأنصاري وأبو إسحاق السبيعي وهشام بن عروة ومالك وغيرهم - رضي الله عنهم .


( النوع السابع والأربعون ) معرفة الوحدان ، وهو ( من لم يرو عنه إلا واحد ) .

ومن فوائده معرفة المجهول إذا لم يكن صحابيا ، فلا يقبل كما تقدم في النوع الثالث والعشرين .

( لمسلم فيه كتاب مثاله ) في الصحابة ( وهب بن خنبش ) بفتح المعجمة والموحدة بينهما نون ساكنة ، الطائي الكوفي .

[ ص: 740 ] قال ابن الصلاح : وسماه الحاكم وأبو نعيم هرما ، وذلك خطأ ، وكذا وقع عند ابن ماجه .

قال المزي : ومن قال : وهب - أكثر وأحفظ .

( وعامر بن شهر ، وعروة بن مضرس ، ومحمد بن صفوان ) الأنصاري ، ( ومحمد بن صيفي ) الأنصاري ، وليس بالذي قبله على الصحيح .

هؤلاء ( صحابيون لم يرو عنهم غير الشعبي ) .

قال العراقي : ما ذكره في عامر قاله مسلم وغيره وفيه نظر ، فإن ابن عباس روى عنه قصة رواها سيف بن عمر في الردة ، قال : حدثنا طلحة الأعلم ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : أول من اعترض على الأسود العنسي وكابره عامر بن شهر الهمداني ، إلى آخر كلامه .

[ ص: 741 ] وما قاله في عروة قاله أيضا ابن المديني والحاكم ، وليس كذلك ، فقد روى عنه أيضا ابن عمه حميد الطائي ، ذكره المزي في التهذيب .

( وانفرد قيس بن أبي حازم بالرواية عن أبيه ، و ) عن ( دكين ) - بالكاف مصغرا - ابن سعيد ، ويقال سعد الخثعمي ، ويقال المزني ( و ) عن ( الصنابح بن الأعسر ، ومرداس ) بن مالك الأسلمي ( من الصحابة ) .

قال العراقي : لم ينفرد عن الصنابح ، بل روى عنه أيضا الحارث بن وهب ، ذكره الطبراني .

قلت : لكن قال شيخ الإسلام : إنه وهم ، والصواب أن الذي روى عنه الحارث الصنابحي التابعي ، وسيأتي .

وقال المزي : روى عن مرداس أيضا زياد بن علاقة .

قال العراقي : والصواب خلافه ، فإنما روى زياد عن مرداس بن عروة صحابي آخر .

[ ص: 742 ] ( وممن لم يرو عنه من الصحابة إلا ابنه المسيب ) بن حزن القرشي ( والد سعيد .

ومعاوية ) بن حيدة ( والد حكيم ) .

قال العراقي : بل روي عن معاوية أيضا عروة بن رويم اللخمي ، وحميد المزني ، ذكرهما المزي .

( وقرة بن إياس والد معاوية .

وأبو ليلى ) الأنصاري ( والد عبد الرحمن ) وإن كان عدي بن ثابت أيضا روى عنه فلم يدركه ، كما قال المزي .

( قال ) أبو عبد الله ( الحاكم ) في " المدخل " : ( لم يخرجا ) ، أي الشيخان ، ( في الصحيحين عن أحد من هذا القبيل ) من الصحابة .

وتبعه على ذلك البيهقي فقال في سننه عند ذكر بهز بن حكيم عن أبيه عن جده : " ومن كتمها فإنا آخذوها وشطر ماله " . الحديث - ما نصه : فأما البخاري ومسلم فإنهما لم يخرجاه على عادتهما في أن الصحابي أو التابعي إذا لم يكن [ ص: 743 ] له إلا راو واحد لم يخرجا حديثه في الصحيحين ، ( وغلطوه ) في ذلك ، ونقض ( بإخراجهما حديث المسيب أبي سعيد في وفاة أبي طالب ) ، مع أنه لا راوي له غير ابنه .

( وبإخراج البخاري حديث الحسن ) البصري ، ( عن عمرو بن تغلب ) مرفوعا : " إني لأعطي الرجل والذي أدع أحب إلي " . ولم يرو عنه غير الحسن كما قاله مسلم في الوحدان وغيره ، وإن قال ابن عبد البر وابن أبي حاتم : روى عنه الحكم بن الأعرج .

فقد قال العراقي : لم أر له رواية عنه في شيء من طرق الحديث .

( و ) بإخراجه أيضا حديث ( قيس ) بن أبي حازم ، ( عن مرداس ) الأسلمي : " يذهب الصالحون الأول فالأول " . ولا راوي له غير قيس كما تقدم تحريره .

( وبإخراج مسلم حديث عبد الله بن الصامت ، عن رافع بن عمرو ) [ ص: 744 ] الغفاري ولا راوي له غيره .

وقال العراقي : بل روى عنه ابنه عمران كما قال المزي ، وأبو جسر مولى أخيه ، كما في " جامع الترمذي " .

( ونظائره في الصحيحين كثيرة ) قال ابن الصلاح : كإخراجه حديث أبي رفاعة العدوي ، ولم يرو عنه غير حميد بن هلال العدوي .

وحديث الأغر المزني ولم يرو عنه غير أبي بردة .

وقال العراقي : بل روى عن أبي رفاعة أيضا صلة بن أشيم العدوي ، وعن الأغر عبد الله بن عمرو ، ومعاوية بن قرة .

( وقد تقدم في النوع الثالث والعشرين ) شيء من هذا النوع .

( و ) مثاله ( في التابعين أبو العشراء ) الدارمي ، ( لم يرو عنه غير حماد بن سلمة ) .

قال العراقي : بل روى عنه يزيد [ ص: 745 ] بن أبي زياد ، وعبد الله بن محرر ، كلاهما روى عنه حديث الزكاة ، متابعين لحماد بن سلمة .

( وتفرد الزهري عن نيف وعشرين من التابعين ) لم يرو عنهم غيره .

منهم فيما ذكره الحاكم محمد بن أبي سفيان بن حارثة الثقفي ، وعمرو بن أبي سفيان بن العلاء الثقفي .

( و ) تفرد ( عمرو بن دينار عن جماعة ، وكذا يحيى بن سعيد الأنصاري ، وأبو إسحاق السبيعي وهشام بن عروة ومالك وغيرهم ) تفرد كل منهم بالرواية عن جماعة لم يرو عنهم غيره .

قال الحاكم : والذين تفرد عنهم مالك نحو عشرة من شيوخ المدينة ، منهم : المسور بن رفاعة القرظي .

قال : وتفرد سفيان عن بضع عشر شيخا ، منهم عبد الله بن شداد الليثي .

وتفرد شعبة عن نحو ثلاثين شيخا منهم المفضل بن فضالة .

التالي السابق


الخدمات العلمية