نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
( وأول وقت الظهر ) ( إذا زالت الشمس ) لإمامة جبرائيل عليه السلام في اليوم الأول حين زالت الشمس . [ ص: 325 ] ( وآخر وقتها عند أبي حنيفة رحمه الله إذا صار ظل كل شيء مثليه سوى فيء الزوال ، وقالا : إذا صار الظل مثله ) وهو رواية عن أبي حنيفة رحمه الله ، وفيء الزوال : هو الفيء الذي يكون للأشياء وقت الزوال ، لهما إمامة جبريل عليه السلام في اليوم الأول في هذا الوقت ، ولأبي حنيفة رحمه الله قوله عليه الصلاة والسلام : " { أبردوا بالظهر فإن شدة الحر من فيح جهنم }وأشد الحر في ديارهم في هذا الوقت ، إذا تعارضت الآثار لا ينقضي الوقت بالشك .


{ الحديث الثالث } :

في حديث { إمامة جبرائيل النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى بالنبي صلى الله عليه وسلم الظهر في اليوم الأول حين زالت الشمس } ، قلت : تقدم في حديث ابن عباس { أمني جبرائيل عند البيت مرتين : فصلى بي الظهر حين زالت الشمس إلى أن قال : وصلى بي الظهر في المرة الثانية حين صار ظل كل شيء مثله }الحديث ، أخرجه أبو داود ، والترمذي ، وتقدم أيضا في حديث : { جاء جبرائيل إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين مالت الشمس ، فقال : قم يا محمد فصل الظهر ، فقام فصلى الظهر إلى أن قال : ثم جاءه من الغد حين كان فيء الرجل مثله ، فقال : قم يا محمد فصل ، فصلى الظهر } ، أخرجه الترمذي والنسائي وابن حبان ، والحاكم ، وصححه ، وفي حديث أبي مسعود أيضا نحوه ، وفي حديث عمرو بن حزم ، قال : { جاء جبرائيل فصلى بالنبي صلى الله عليه وسلم وصلى النبي بالناس حين زالت الشمس الظهر } ، الحديث رواه عبد الرزاق في " مصنفه " .

وفي الباب لمسلم حديث [ ص: 325 ] بريدة أن { رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن مواقيت الصلاة ، فقال : اشهد معنا الصلاة ، فأمر بلالا ، فأذن بغلس فصلى الصبح حين طلع الفجر ، ثم أمره بالظهر حين زالت الشمس عن بطن السماء ، ثم أمره بالعصر والشمس مرتفعة ، ثم أمره بالمغرب حين وجبت الشمس ، ثم أمره بالعشاء حين وقع الشفق ، ثم أمره الغد فنور بالصبح ، ثم أمره بالظهر فأبرد ، ثم أمره بالعصر والشمس بيضاء نقية لم يخالطها صفرة . ثم أمره بالمغرب قبل أن يقع الشفق ، ثم أمره بالعشاء عند ذهاب ثلث الليل أو بعضه ، فلما أصبح ، قال : أين السائل ؟ ما بين ما رأيت وقت }انتهى .

{ حديث آخر } : أخرجه مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا ، { وقت صلاة الظهر إذا زالت الشمس ما لم يحضر وقت العصر ، وسيأتي بتمامه }.

وحديث أبي هريرة مرفوعا : { إن للصلاة أولا وآخرا ، وإن أول صلاة الظهر حين تزول الشمس ، وآخر وقتها حين يدخل وقت العصر }" ، رواه الترمذي وضعفه ، وسيأتي في " السابع " . ولمسلم أيضا في حديث أبي موسى ، ثم أمره فأقام بالظهر حين زالت الشمس ، وسيأتي أيضا .

الحديث الرابع : قال النبي صلى الله عليه وسلم : { أبردوا بالظهر ، فإن شدة الحر من فيح جهنم }.

قلت : أخرجه البخاري في " صحيحه " من حديث الأعمش عن أبي صالح عن الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أبردوا بالظهر ، فإن شدة الحر من فيح جهنم }انتهى .

وروى الأئمة الستة في " كتبهم " من حديث أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إذا اشتد الحر ، فأبردوا عن الصلاة ، فإن شدة الحر من فيح جهنم }" .

ورواه الطبراني في " معجمه " من حديث عبد الرحمن بن حارثة . وأبي موسى ، [ ص: 326 ] وعمرو بن عنبسة ، وصفوان ، والحجاج الباهلي ، وابن مسعود ، والمغيرة بن شعبة .

وأخرج البخاري ومسلم عن أبي ذر ، قال : { أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالظهر ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبرد أبرد ، وقال : إن شدة الحر من فيح جهنم ، فإذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة }قال أبو ذر : حتى رأينا فيء التلول انتهى

التالي السابق


الخدمات العلمية