الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الماسح الضوئي إهانة للإنسان

الماسح الضوئي إهانة للإنسان

الماسح الضوئي إهانة للإنسان

الصيف على الأبواب والكُل يستعد لقضاء إجازته مع أسرته ولكنني أذكّر الجميع بأخذ الحيطة والحذر من تلك الدول التي نصبت في مطاراتها أجهزة تكشف وتعري المسافرين هذه الأجهزة تكشف كل بدن الإنسان – حتى المناطق التي لا يبيح الدين والقانون كشفها – لا ينفع معها النقاب أو الحجاب، خبر تناقلته وسائل الإعلام ولم تُعطه الكثير من الاهتمام ، إنها سلسلة من الإهانات التي يتم توجيهها للعرب والمسلمين ولكل من ينوي السفر إلى أمريكا وأوروبا عليه أن يقف هو وأسرته أمام أجهزة الماسح الضوئي لتكشف الأبعاد الثلاثية أجسادهم عارية دون مراعاة أو تفرقة لحرمات المسلمات المحجبات والمحتشمات، حيث نشرت بعض الدول الأوروبية تلك الأجهزة في مطاراتها وذلك بمثابة تفتيش فعلي للبشر مجردين من ملابسهم.

إنه اعتداء على كرامة الإنسان لأنها تسمح بالنظر إلى جسمك وأنت عار والذي قال فيه تعالى (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ). في حين اقترحت المفوضية الأوروبية بإضافة هذه الأجهزة لقائمة الإجراءات الأمنية والتي يمكن تطبيقها في المطارات الأوروبية واستخدامها يعد اعتداء صريحاً على حقوق الإنسان ومخالفة للمبادئ والقانون الدولي ويتنافى مع الكرامة الإنسانية ويتعارض مع التعاليم الإسلامية.

فعلى الجهات المختصة في الدول الإسلامية التأكد وإيضاح ذلك للمسافرين إلى تلك الدول، كما على المؤسسات والمجامع الدينية والروابط الإسلامية إصدار فتوى موحّدة على مستوى العالم برفض هذا الإجراء الذي يكشف جسد الإنسان المسافر لمخالفته لتعاليم ديننا الحنيف و منافاته لأبسط حقوق الإنسان وحريته و هو عمل يعتبر بلا شك تعديًا على الحرمات الشخصية وانتهاكاً للخصوصية بل ويمثل عدواناً على الكرامة ، فضلا عن أن هناك تحذيراً طبيا من استخدام هذه الأجهزة التي تمسح جسم الإنسان رغم ارتداء ملابسه بحيث يمكن رؤية الجسد عارياً كما أنها تكشف الجراحات و زراعة أعضاء الجسم مع تداعيات صحية خطيرة عن طريق الأشعّة التي ترسلها إلى جسم الإنسان . والأهم من ذلك أنه لا يجوز شرعا إجبار المسلم على الكشف عن عورته حتى لو كان الكشف عن طريق أجهزة غير واضحة المعالم ، فكيف بتلك الأجهزة التي تكشف عن جسمه كما ولدته أمه ، فالإسلام أَمَرَ الخَلق بستر العورة وتلك الأجهزة تتصادم مع الشريعة الإسلامية ،والله يقول " (ولقد كرمنا بني آدم) ، إنها حقا تعد انتهاكا للخصوصية وإرهابا واعتداءً صارخا على الحرية الشخصية ، كل ذلك يدعونا إلى الطلب من الجهات المختصة في الدول الإسلامية ومنظمة المؤتمر الإسلامي التدخل لحفظ كرامة وعقيدة المسلمين من تلك الاعتداءات المُهينة والإهانات والمضايقات التي يجدها المسلمون في تلك المطارات.

لذا لابد من تضافر جميع الجهود لمقارعتهم والوقوف لإفشال هذه الطريقة والوسيلة العبثية الشيطانية في تلك البلاد التي أباحت امتهان الحقوق والتعدي على العقيدة الإسلامية والكرامة الإنسانية ولابد من التفكير الجدي بالاتجاه إلى الدول الإسلامية لقضاء الإجازة دون التعرض لتلك المضايقات وعلينا جميعا كمسلمين مقاطعة السفر إلى الدول التي نصبت تلك الأجهزة لكشف عوراتنا وعورات عائلاتنا ،إنها فتنة شيطانية جديدة تمثّلت في تلك الأجهزة التي تظهر جسد الإنسان العاري بحجج ومبررات غير واقعية وزائفة يحاولون تسويقها بذريعة المحافظة على حياتنا ومنع الإرهاب.

____________
الراية القطرية 6/6/2010م

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة