الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التجاهل سلوك تربوي في علاج سلبيات المراهقين

التجاهل سلوك تربوي في علاج سلبيات المراهقين

- تقوم ابنتي المراهقة ببعض الأعمال التي تستفزني، خاصة في تعاملها مع أخوتها الصغار، وكذلك عندما أطلب منها المساعدة في أعمال المنزل، مما يجعلني أتصرف تجاهها بانفعال وعصبية شديدين، هل رد فعلي هذا صواب أم خطأ؟ وما هو الأسلوب الأمثل في مثل هذه الحالة؟
............................
بعض سلوكيات المراهقين تنتج عن ردود الأفعال التي يقوم بها آباؤهم، فبعض المراهقين يدركون أن الشكوى والغطرسة، والهيجان الانفعالي والتمتمة بصوت خافت ستثير رد فعل الآباء، هكذا يقول الدكتور "دون فونتيل" - أخصائي وخبير علم النفس - ويؤكد أن تجاهل السلوك السلبي للمراهقين بمعنى تجاهل الأفعال غير المرغوب فيها يعتبر طريقة فعالة للعقاب، ولكن معظمنا لا يستخدمه بصورة متكررة؛ لأنه من الصعب أن ينفذ.
ويشير د. فونتيل إلى أنه : لا يجب أن نتجاهل السلوكيات التي توقع الفوضى في نشاطات الآخرين، والتي يمكن أن تؤدي إلى إيذائهم أو خسائر في ممتلكات الغير، أو التي تسبب إهمالا في أداء الواجب.
ويجب التعامل مع هذه السلوكيات باستخدام النتائج الإيجابية أو السلبية.
ويتم التجاهل بعدم الاهتمام بالسلوك الذي يقوم به المراهق، بمعنى أنه يجب أن تتظاهر الأم كما لو أن السلوك غير موجود، فإذا كانت الابنة تتمتم مثلا ؛ لأنها تطوي الملابس المغسولة يمكن للأم التظاهر بأنها ليست موجودة في الغرفة، أو أنها لاتسمع ما تقوله، وينصح د. فونتيل الأم بأن تظل هادئة، وأن تنفيذ ما تريد بالهدوء وعدم العصبية.

ويشير د. فونتيل إلى أنه : يجب على الأم أن تكون متزنة عند اختبار النتيجة العقابية للتجاهل في التعامل مع السلوك المعين، فإذا قررت تجاهل شكوى الطفل أو تمتمته يجب أن تفعل هذا كل وقت يحدث فيه السلوك نفسه، فلا يمكنك تجاهله مرة ما، ثم تولين عناية به المرة التالية، ثم تعودين لتجاهله؛ لأن تذبذبك يمكن أن يكون حافزًا كافيًّا ليجعل السلوك يستمر.

وعلى الأم أن تتوقع أن يسوء سلوك ابنها أو ابنتها المراهقة أو تزداد حدته قبل أن يصبح أفضل. فالطفل ـ مثلا ـ يمكنه مضايقة والدته عادة في عشر دقائق، ثم ينجح في الحصول على ما يريد، ويمكن أن يستمر هذا السلوك فترة أطول تتراوح من خمس إلى ثلاثين دقيقة عندما يتم تجاهله في البداية، ولكن عندما يدرك أن هذا السلوك لا يفيد ولن يوصله لغرضه يبدأ في إنقاص تكرار حدوثه وحدته.. وهكذا يمكن للأبوين بقليل من التجاهل حل بعض المشكلات دون عناء وتعب.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة