السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة متزوجة منذ أن كان عمري 17 عامًا، مشكلتي منذ أن تزوجت أن زوجي لا يرضى عمّا أصنعه مهما كان، أنا في الأصل لم أكن ماهرة في تنظيم البيت والطبخ وغيره، علاوة على أني حملت من أول يوم، فلم تكن لدي فرصة لأتعلم شيئًا، لأني كنت أمر بمراحل الحمل والولادة وما يتبعها، والحمد لله كان أهلي بجانبي في تلك الفترة، فكان لدي من يساعدني، وزوجي لم يبخل علي بمساعدته.
لكنه كان دومًا يشتكي لي بأنني لست شاطرة، وبأنني لا أستطيع تنظيم بيتي، وأن بيتي غير مرتب... إلخ، والآن مرّت أربع سنوات على زواجنا، ولدينا بنتان، وما زال يردد نفس الكلام، مع أني -ولله الحمد- تحسنت كثيرًا من ناحية الطبخ، ورتبت أمور بيتي كثيرًا، خاصة أنني الآن أعيش وحدي، لأن أهلي في بلد آخر.
ومع ذلك، لا يرضى زوجي، فبمجرد أن يتأخر الطعام يومًا، يعود ليعيد عليّ موال السنوات الأربع الماضية: "أنتِ لا تعرفين كيف تهتمين بالبيت، لستِ ربة بيت جيدة، أنتِ... وأنتِ..."، لو كانت غرفته غير مرتبة، أو لو رمت البنات ألعابهنَّ، أو حدث أي شيء غير مضبوط، لا يرحمني بكلامه.
لدرجة أني كرهته كثيرًا، فلا شيء يُرضيه، حتى لو أعددت له كعكة، يقول: "سكرها قليل"، أي خطأ صغير يقلبه إلى مشكلة، فمثلًا، اليوم كان نائمًا حتى الظهر لأنه يعمل ليلًا، وما إن استيقظ حتى بدأ بالكلام: "لماذا المدفأة مشغلة؟، ماذا كنتِ تفعلين منذ الصباح؟، لماذا لم تنشري الغسيل؟"، إلى آخره، وآخر ما قاله: "سأرجعك إلى أهلك"، وأنا من شدة كرهي لما يحدث، قلت له: "أحسن".
أنا أرى أن الأمر لا يستحق كل هذه المشاكل، هو يقول إنه بعد أربع سنوات ما زلت لم أتعلم شيئًا، لكنني أرى أننا إذا كنا نريد أن نعيش معًا، فعلينا أن نتجاوز عن الأمور التافهة، فقد مرّ عليه وقت لم يكن لديه عمل، ولم أعاتبه أو أُشعره بذلك، فلماذا لا يتحملني إذا قصّرتُ في شيء؟ يمكنه أن يتغافل، حتى عندما أمرض لا يرحمني، ويعود لنفس الموال: "لماذا لم تفعلي كذا؟ لماذا لم تنجزي كذا؟".
أنا جرّبت معه كل شيء، تحدثت معه، شرحت، حاولت إقناعه، تجاهلت، لكن دون فائدة! بالله عليكم، نفسيتي دُمرت بسببه، لا يريد أن يرضى عني، ولا أن يتحمل أي تقصير مني، مع أنه مقصّر في كثير من الأمور، وأولها تربية بناتنا، فالحمد لله، أنا أصبحت أُحفّظ ابنتي التي عمرها ثلاث سنوات أكثر من عشر سور قصيرة، بينما هو لا يقرأ لهن حتى كتابًا واحدًا.
بالله عليكم: ماذا أفعل؟ أنا راضية به، وأريده أن يحبني، لكنه لا يريد أن يتغافل عن أخطائي، ولا يستطيع أن يقول كلمة طيبة.