الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الفتاة من رفض أهلها للخاطب الذي تريده

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أعمل بشركة كإدارية، وكان لي زميل قد أعجب بي وبأخلاقي، ولم يحاول أن يتسلى، بل تقدم لخطبتي وحاول كثيراً، لكن أهلي من النوع الصعب، ويهمهم المال، لكوننا من عائلة معروفة في البلد.

وعلى الرغم من أن هذا الشاب به المواصفات المناسبة، من أن يكون زوجاً صالحا ناجحا، وأنا أريده لي زوجا، إلا أن أهلي يتهربون من مقابلته، ورغم ذلك يصر على أن أكون له، ولم يتوقف عن المحاولة، ولا زال يحاول أن يجد طريقه للوصول إلى أهلي، وكثيراً ما يصل لفكرة لكن تقابله عقبات تلغي ما قد عزم عليه، فمتى أصل إلى اقتناع بأنه ليس نصيبي؟ وكيف أعرف أنه ليس نصيبي كي أتوقف عن المحاولة والأمل بأن نكون لبعض؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك أيتها الأخت الكريمة في استشارات إسلام ويب. ونحن نشكر لك ثقتك فينا، ومراسلتك لنا، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقك الزوج الصالح، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

جميل أيتها الأخت أن تشعري أن كل أمر قد قدر سيناله الإنسان، ومن أيقن بهذه الحقيقة وآمن بهذا الإيمان استراح، فإن مقادير الخلائق كتبها الله سبحانه وتعالى قبل أن يخلق الخلق بخمسين ألف سنة، فاهدئي بالاً واطمئني نفساً، واعلمي أنك لن تموتي ولن تخرجي من هذه الدنيا إلا وقد أخذت كل ما كتب الله تعالى لك، فلا تقلقي أبداً.

ومع هذا كوني على ثقة ويقين بأن ما يقدره الله سبحانه وتعالى لك هو الخير، وأن اختيار الله سبحانه وتعالى أحسن من اختيارك لنفسك، فهو سبحانه وتعالى هو البر الرحيم.

كثيراً ما يحرص الإنسان على شيء ويتمنى حصوله ويظن أنه الخير، والله عز وجل الذي يعلم عواقب الأمور يصرفه عنه؛ لأنه يعلم أنه خلاف ذلك، كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ))[البقرة:216].

كوني على ثقة أن اختيار الله تعالى لك خير من اختيارك لنفسك، وبهذا تعيشين حياة سعيدة بعيدة عن القلق والاضطراب والحسرة، أو الندامة، ومع هذا أيتها الأخت الكريمة فإن الله عز وجل شرع لنا الأخذ بالأسباب المشروعة الممكنة، فإنه قدر المقادير وجعل لها أسباباً، فننصحك بأن تأخذي بالأسباب المشروعة.

إذا كنت ترين أن هذا الرجل فيه الصفات التي ينبغي أن تطلب في الزوج من الدين والخلق، فحاولي في إقناع أهلك لاسيما أمك، وحاولي التأثير عليهم بكل من لهم قدرة التأثير عليهم، الأعمام والأخوال والإخوان الكبار ونحو ذلك، لمواصلة هذا الرجل لطلب الخطبة أيضاً أثر في التسبب المادي.

إذا أراد الله سبحانه وتعالى لك الزواج بهذا الرجل فإنه سييسره لأدنى سبب، إذا أراده، وإذا لم يكن الله عز وجل قد أراد هذا الأمر فإن هذه الأسباب لم تجدي شيئاً، وحينها ستعلمين أن الله عز وجل لم يقدره فلا تتركي الأخذ بالأسباب بأي سبب ممكن، وابذلي ما بوسعك من الأسباب مع استخارة الله سبحانه وتعالى ودعائه والالتجاء إليه بأن يقدر لك الخير حيث كان، ثم ما قدره الله سبحانه وتعالى سترينه أمامك إن شاء الله، وكوني على ثقة ويقين بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال في الحديث الصحيح: (إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب)، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً