الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي صعوبة في التعايش مع الواقع وألجأ دائما إلى الخيال.. فما علاجه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أنا أختكم عمري 23 سنة، أعاني من عدة مشاكل نفسية وتعليمية:
أنا لدي صعوبة في التعايش مع الواقع ألجأ دائما إلى الخيال, مند صغري بدأ الأمر بمشاهدتي للمسلسلات المدبلجة؛ حيث أني كنت بعد انتهاء الحلقة أعيش تفاصيلها، وأتوقع الحلقة القادمة طالما كنت أصيب في التوقع، وصل بي الأمر إلى ممارسة العادة السرية مند 15 إلي 19 سنة، وعندما سمعت أنها حرام توقفت فورا منذ سنوات ولله الحمد توقفت عن مشاهدة المسلسلات، إلا أني الآن أعاني من ممارسة الخيال في كل مواقف حياتي حينما يحدثني شخص عن موضوع ما أو مشكلة أحيلها مباشرة إلي الخيال، وأعيش حلها على مستوى خيالي، في حين أن المتحدث معي ينتظر تفاعل مني لمشكلته، وهذا يؤثر علي كثيرا من الناحية الاجتماعية.

أنا الآن عزباء ولدي صديقة أحبها كثيرا، وهي جميلة جدا، وأنا أتخيل نفسي دائما حينما أتزوج أنها تكون ضرتي، وأن زوجي سيحبها كثيرا، وبعد مدة أصبح متميزة عليها، وأنه يندم كثيرا على معاملتي بذلك.

أيضا أعاني من الشرود الدائم في الجامعة، برغم أن معدلي جيد، إلا أنا هذا يؤثر علي كثيرا، فأنا أقضي وقتا أكبر بكثير في المراجعة مقارنة بزملائي، ليست لدي القدرة علي التلخيص فأنا أكتب كثيرا في المحاضرة، ولدي الشك دائما في أنها ملاحظة مهمة.

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فكل ما ذكرته في رسالتك إن شاء الله يمكن أن يصحح، وبالنسبة للخيال المسترسل وما يتولد عنه من إفرازات، هذا إن شاء الله تعالى يتم التحكم فيه ويمكن أن يوجه التوجيه الصحيح.

المشكلة التي أزعجتني بعض الشيء هي: الخيال المرتبط بصديقتك، وهذا الخيال يحتاج منك لجهد سلوكي للتخلص منه، أنا لا أعتقد أنه خيال وسواسي، إنما هو توتري وانفعالي، لكن ربما لا يخلو أيضًا من تحريك بعض الغرائز الجنسية السلبية لديك حيال هذه الفتاة، خاصة حين وصفتها بأنها جميلة وأنك تحبينها حبًّا كثيرًا، هذا لا يعني أننا نظن بك السوء، ولكن على مستوى العقل الباطني ربما تكون الأفكار تحمل طابعا مما نسميه بالجنوسية المثلية، وهذه تقاوم بالتحقير وبالتفهم أن هذا الأمر خطير وأنه لا يليق بك، فالذي أرجوه منك هو أن تبني فكرًا مخالفًا تمامًا لهذا الفكر، وهو أن صديقتك صديقة مخلصة وأمينة وقد حباها الله بالجمال وهي تستحق ذلك، وتسألي الله تعالى أن يرزقها الزوج الصالح الذي تسعد معه.

غيّري الفكرة من أنها ستكون ضرتك، وأن زوجك سيحبها وشيئا من هذا القبيل، هذا فكر يجب أن تقاوميه، هذا فكر يجب أن تعتبريه فكرًا سخيفًا، غير لائق، وتستبدليه بالفكر المخالف، هذا ضروري جدًّا، وأعتقد أن هذه هي الوسيلة العلاجية الوحيدة في مثل هذه الحالات.

بالنسبة للأمور الأخرى وهو الاسترسال في الخيال: هذا مربوط بما نسميه بأحلام اليقظة، وهي أمور طبيعية جدًّا في مرحلة اليفاعة والشباب، لكن هذه الخيالات حين تكون مكثفة هذا يشتت التركيز، ويؤدي إلى المزيد من القلق.

المتفق عليه علميًا أن درجة معقولة من أحلام اليقظة قد تكون مطلوبة، وهي أمر إيجابي، لأنها تساعد الإنسان أن يخطط لمستقبله، وتحسن من فعاليته ومن دافعيته ليكون منجزًا ويحقق أهدافه إن شاء الله تعالى.

الذي أرجوه منك هو أن تسقطي كل هذه الخيالات، أمسكي خيالا واحدا فقط، ركزي عليه، اجعلي منه قصة طويلة، حاولي أن تكتبيه وتخرجيه بأي صورة تشائين، هذا النوع من التعامل مع أحلام اليقظة يقلل منها، وفي نفس الوقت يعطيك فرصة أكبر للتفكير العميق الصلب المفيد، وفي كثير من الكتّاب والمؤلفين يُقال أنه كان في الأصل كانت تسيطر عليهم هذه الخيالات المسترسلة والتي هي في شكل أحلام يقظة، ولكن بعد ذلك استطاعوا أن يحولوها وأن يحوّرها بصورة إيجابية، بما أتاح لهم فرصة الكتابة والتأليف، وربما في يوم من الأيام تجدي نفسك كاتبة ومؤلفة بارعة إن شاء الله تعالى.

موضوع الشرود الدائم في الجامعة: كما ذكرت لك هو مرتبط بحالة الخيال المسترسل هذه، والتي نشأ منها درجة بسيطة من القلق، هنا أنت مطالبة بأن تركزي على أمر واحد كما ذكرت لك، وحاولي أيضًا أن تطبقي تمارين الاسترخاء، هذه التمارين تمارين جيدة، مفيدة، تحسن من التركيز، اقرئي القرآن الكريم بكل تدبر وتمعن، هذا سوف يحسن أيضًا من تركيزك، خذي قسطًا كافيًا من الراحة، هذا إن شاء الله يعود عليك بخير كبير.

وهنالك دواء يسمى تجاريًا باسم (فافرين) واسمه العلمي هو (فلوفكسمين) أريدك أن تتناوليه، هو دواء مضاد للقلق والتوترات، ابدئي في تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً، تناوليها بعد الأكل، لمدة أسبوعين، بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى مائة مليجرام، تناوليها ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم خفضيها إلى خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

وللمزيد من الفائدة يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول علاج أحلام اليقظة سلوكيا: 281321 .

ويمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول علاج التشتت وعدم التركيز سلوكيا: 226145 _264551 - 2113978.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية عاشقه عتوقه

    بسم الله الرحمان الرحيم اتمنى لاتشكين بصديقتك يكون افضل لك وماتعبين نفسك بالشك الغير خلوقي والخيال شيء حلو انك تتخيلين مافي اي مشكبه واذا انتي تبين تتخلصين منه حاولي تلهين نفسك بعبادة الله او اطلعين وتغيرين من روتين يومك وشكرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً