الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أشعر بالسعادة في حياتي، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا عندي مشاكل كثيرة في الحياة، مشاكل مادية وغيرها، كلما ذهبت إلى مكان ما، أو خرجت للمشي والتنزه مع العائلة أو لوحدي لا أحس بطعم الفسحة إلا بعد عده أيام.

أتذكر الأجواء حينها، والأغنيات التي كنت أسمعها منذ 3 سنوات، وأتمنى عودتها، فأنا لا أقدر النعمة إلا بعد زوالها.

لا أعلم ماذا أفعل؟ حياتي اليومية عبارة عن قلق وهم.

أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على الكتابة إلينا والتواصل معنا.

يبدو لي موضوعك أنه ليس موضوع "مرض نفسي" وإنما هي صعوبة تكيّف مع ظروف مرحلة الشباب، وليس هذا بالشيء النادر، فكم من الشباب يكون منسجم في مرحلة معينة من مراحل حياته الطفولية، ومن ثم ينتقل لمرحلة أخرى بتحديات جديدة، فإما أن يتمكن من الاندماج والتكيّف مع الوضع الجديد، وإما أن يجد صعوبة في هذا التكيّف، مما قد ينعكس عنده على علاقاته ومزاجه وعلى رغبته في العمل والإنجاز، وقد تضعف همته على المتابعة.

في كثير من الحالات، وبعد مرحلة من صعوبات التكيّف الأولى، وبعد بعض الوقت يمكنه أن يتلمس طريقة التجديد، ويبدأ باستعادة نشاطه وهمته، وإذا به يعود لدرجة عطائه وتحقيق آماله وطموحاته.

والأمر الثاني أن تحاول أن تتكيف مع ظروفك الجديدة من مرحلة الشباب.

لاشك أنه وضع صعب، ولكن لا ننسى أنك تمر الآن في المرحلة المتقدمة من المراهقة، وبما فيها من اختلاف الطباع وتقلب المزاج، وكنت أحب أن أسألك عن دراستك أو عملك، وعن الإيجابيات الكثيرة التي عندك لاشك.

ولابد أن عندك إيجابيات، نعم عندك، إلا أن صعوبة المشكلات، وانزعاجك من المشكلات يجعلك لا تعد ترى هذه الإيجابيات. ومن الإيجابيات التي وردت في سؤالك أنك مثلا تخرج للنزهات مع أسرتك، فهناك من الشباب من يرفض الخروج والتمشي معهم.

إن الشاب في هذه المرحلة من عمره يحتاج لتقبل نفسه، فهذا التقبل هو الأساس في الانطلاق في هذه الحياة.

حاول في خلال الأسبوعين القادمين أن تعزز وتنتبه لكل سلوك إيجابي تقوم به مهما كان صغيرا جدا، وفي ذات الوقت تجاهل كل سلوك سلبيّ، وكأنه لم يحدث.

وإذا وجدت صعوبة في تحقيق هذا التغيير من نفسك، فلا بأس أن تتحدث مع أحد المشرفين عليك في مكان دراستك أو عملك، وإذا تعذر هذا فلا بأس أن تتحدث مع أخصائي نفسي، ليس للعلاج وإنما لمجرد التشاور معه في هذه الأمور التي تشغل بالك.

واطمئن بأنك ستخرج من هذه الحالة، وتتركها ورائك.

وفقك الله وهداك للصواب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السويد وحدة حاملة هموم الدنيا

    آآآآآآآآآآه من هموم الدنيا مافي حدا مرتاح

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً