الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد أن تعالجت بحبوب دايان أصبحت دورتي أقل من الأول، فماذا أفعل؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

أولاً: أحب أن أشكرالقائمين على هذا البرنامج الأكثر من رائع، ثانياً: أسأل الله -عز وجل- أن ألقى لديكم إجابة وافية لمشكلتي.

أنا فتاة أبلغ من العمر 22 سنة، متزوجة منذ سنة وثمانية أشهر، حملت بعد زواجي بسبعة شهور وأجهضت بنفس اليوم الذي أخذت فيه تحليل الحمل -والحمد لله-، ذهبت إلى دكتور لا ذمة له ولا ضمير، فصرف لي إبرة تنشيط وإبرة تفجير قوية جداً، ما كنت بحاجة لها لمدة شهرين.

وخلال هذا الشهرين، شاهدت جميع أنواع العذاب وقت دورتي، فكنت لا أهدأ إلا بعد أخذ إبرة مسكنة -ولله الحمد-، وكان الخطأ مني بسبب جهلي لهذه الأمور، وأعتقد فرط التنشيط سبب لي تكيسات بسيطة، وللعلم إن هذا الدكتور صرف لي الإبر من غير تحاليل!

بعدها أخذت راحة لمدة شهر، وذهبت لدكتورة وصفت لها وضعي، وعملت لي تحاليل شاملة، فرأت أن معي تكيساً بسيطاً، فأعطتني حبوب دايان لمدة شهرين، وبعد أخذي للعلاج، عملت تحاليل أخرى وكانت النتيجة Fsh 4.67-Lh 3.35، قالت لي: إنه أفضل من السابق ولكن يوجد تكيس بسيط هل كلامها صحيح؟

لاحظت بعد علاجي بحبوب دايان دورتي أصبحت أقل من أول، هل هذا طبيعي؟ وأيضاً خلال الشهر الثالث أعطتني حبوب كلوميد حبة في اليوم، ولظروف اختباراتي لم ألتزم بموعد المراجعة، فطلبت مني أن أحضر أول يوم من الدورة القادمة، فلما راجعتها خيرتني بأن آخذ كورس علاج لمدة ثلاثة أشهر، أو أن تعطيني كلوميد وأن لم تنجح العملية نبدأ بالكورس العلاجي.

فاخترت أن أبدأ بالكلوميد، وأن ألتزم بالمواعيد، وهذا ثاني يوم لي بأخذ الكلوميد حبتين باليوم، مع العلم إن دورتي الأخيرة تأخرت 9 أيام على غير عادتها، مع نغزات بالمبايض، وبدأت بدم أسود، لما أخبرتها بذلك أخبرتني بسبب التكيس، هل هذا صحيح؟

وأتمنى أن تفيدوني بنصائحكم الطبية عن هذا الموضوع، مع العلم أن زوجي يعاني من اللزوجة وعدد حيواناته المنوية 23 مليوناً، ووصف له الدكتورعدة علاجات من ضمنها البروكسيد لمدة شهرين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مسألة تأخر الحمل تؤدي إلى قلق عند الأسر، وتأتي مع ذلك اجتهاداً من الطبيب، ومن المؤكد أن الرغبة في النجاح موجودة، ولا نية للطبيب لإيذاء مرضاه، وقد تفشل محاولة المنشطات والإبر التفجيرية في تنشيط المبايض وقد تنجح، وفي حالة وجود تكيس على المبايض وذلك بسبب زيادة سماكة المبيض، فإن المنشطات للأسف لا تساعد على إخراج البويضات، بل تظل داخل المبيض متحوصلة غير قادرة على الخروج، وتزيد حالة التكيس.

ومن المعروف أن تأخر الحمل قد يحدث بسبب مشاكل لدى الزوج، لأن الزوج منفرداً مسؤول عن أكثر من 40 % من حالات تأخر الحمل، وقد يحدث بسبب مشاكل لدى الزوجة؛ لأنها منفردة مسؤولة عن أكثر من 40 % من حالات تأخر الحمل، و النسبة الباقية تكون الأسباب مشتركة بمعنى أن الزوج و الزوجة لديهم مشاكل تمنع الحمل في نفس الوقت، وتحليل الزوج أمر سهل وبسيط ويوفر الكثير من الجهد والوقت والمال في البحث عن الإنجاب.

ويمكن للزوج تناول كبسولات (أوميجا 3، وكبسولات رويال جلي) يومياً، مع تناول المزيد من فيتامين A & E بالإضافة إلى تناول أقراص فيتامين C، ومع إعادة تحليل المني، وإذا وجد صديد فيمكن أخذ مضاد حيوي مناسب مثل: cipropay 750 mg قرص واحد يومياً لمدة 10 أيام، مع تركيز الجماع في الأسبوع الأوسط من الدورة الشهرية؛ حيث إن الأسبوع الذي يلي الغسل والأسبوع الذي يسبق الدورة الشهرية الجديدة لا يحدث فيهما حمل، والحمل فقط يحدث في الأسبوع الأوسط من الدورة الشهرية.

والطب يتطور ويتغير كل فترة، لأن الذي وضعه بشر، ولقد نصحت الدراسات مؤخراً بعدم تناول حبوب ديان؛ لأن لها مضاعفات جانبية على المدى البعيد، ولا نلقي لوماً على أحد أيضاً، لأن الدراسات قد تتغيرمرة أخرى واضطراب الدورة الشهرية في الغالب يسبب حالة التكيس على المبايض، وفيها يحدث سماكة لجدارالمبايض فتتحوصل البويضات داخله ولا تستطيع الخروج، ويحدث التكيس مع الوزن الزائد، ومع الوزن الطبيعي أيضاً، وهذا التكيس يؤدي إلى خلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية، وزيادة هرمون الحليب الذي يمنع التبويض، ويضاعف من المشكلة، وخلل التوازن الهرموني، وكذلك فإن الوزن الزائد له علاقة بزيادة هرمون الذكورة عن الحد المقبول؛ بسبب زيادة وعدم فاعلية هرمون الأنسولين المسؤول عن حرق وتخزين السكر، وضبط نسبته في الدم، مما يؤدي إلى حالة التكيس.

والتكيس مع العلاج المنتظم يتم علاجه -بإذن الله-، ولكن فقط الصبر والدعاء، قال الله تعالى: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا}.

وإذا لم يحدث تبويض مع الكلوميد في هذا الشهر، فأنا أرى تأجيل المنشطات والإبر التفجيرية في الشهور القادمة، مع تناول أقراص (جلوكوفاج 500 مج) ثلاث مرات يومياً، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكرى من خلال مساعدة الإنسولين الداخلى فى الدم على العمل الجيد، ويستخدم لمساعدة المبايض على التبويض الجيد وعلاج التكيس.

ولإعادة التوازن الهرموني، وإعادة تنظيم الدورة، ومنع التنقيط أو الإفرازات البنية؛ يمكنك تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض وجرعتها (10 مج)، تؤخذ قرصاً واحداً مرتين يومياً، من يوم 16 من بداية الدورة حتى يوم 26، من بدايتها وذلك لمدة 3 إلى 6 شهور.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة، مثل: total fertility ويمكنك أيضا تناول حبوب ferose f التي تحتوي على الحديد، وعلى فوليك أسيد قرصاً واحداً يومياً، وتناول فيتامين (د) حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل كل 6 شهور، لتقوية العظام، ومنع هشاشته، فيما بعد مع الغذاء الجيد المتوازن.

كذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه، والخضروات بشكل يومي، مع شرب أعشاب البردقوش والمرمية، ومغلى مطحون الشعير، و يعرف بالتلبينة النبوية، و حليب الصويا حيث إن لتلك المواد الطبيعية خصائص هرمونية تساعد في علاج التكيسات على المبايض، وتحسن التبويض.

حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً