الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي تتمرد علي، وتطلب الطلاق، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

ما أفعل لزوجتي التي تخرج بدون إذني، وأنا أعمل في الغربة، وتريد الطلاق بعد سفري، ولا تريد السفر معي، واستمر الزواج (5) شهور، ومعظم الوقت خارج المنزل، وتدخل الكثير لحل المشكلة، ولكنها تريد الطلاق بحجة أني لست فتى أحلامها، وأن الزواج مسؤولية، وهل من الممكن أن تكون لها علاقة مع شخص؛ لذلك تريد الطلاق؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فردا على استشارتك أقول:

أولاً: غالبا ما يكون سبب المشاكل التعجل في أمر عظيم كالزواج، فيغتر الزوج ببعض الصفات الثانوية، ولا يتأكد من وجود الصفات التي يجب توفرها في زوجته، والعكس، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- قال في المرأة: (تنكح المرأة لأربع: لدينها، وجمالها، ومالها، وحسبها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)، فالدين والخلق هما صمام الأمان لحياة زوجية هادئة وسعيدة ومطمئنة، وتمرد الزوجة على زوجها، وعدم طاعته نتيجة حتمية لذلك.

ثانياً: من صفات المرأة الصالحة أن الزوج إذا أمرها أطاعته، وإن غاب عنها؛ حفظته في نفسها وعرضها، وتعيش مع زوجها حيث سكن، وتقنع بما قسم الله لها، فقد سئل النبي -صلى الله عليه وسلم-: أي النساء خير؟ قال: (التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها وماله بما يكره)، وقال: (ألا أخبرك بخير ما يكتنز المرء؟ المرأة الصالحة؛ إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته).

ثالثاً: أقترح أن تخبر ولي أمرها ومن تراه قادرا على تأديبها من أفراد أسرتها، وتخبره بما تفعله في غيبتك؛ حتى يكون على علم، فإن لم يقدروا عليها فأقترح أن تسلط عليها الصالحات من رفيقاتها، وتطلب منهن نصحها بعد أن تبين لهن ما تفعله، وتطلب منهن ألا يشعرنها بأنك من أخبرهن بذلك، فلعلهن يؤثرن عليها.

رابعاً: من أجلّ منافع الزواج السكن، والطمأنينة، والمودة، والرحمة، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}، وهذه المنافع غير متوفرة في حالتك فالطلاق قد يكون هو الخيار الأخير بعد بذل الأسباب لإصلاحها.

خامساً: الزواج رزق ونصيب، ولعل الله قدر لك أن تعيش معها هذه الفترة ثم يصرفها عنك؛ لكونها ليست المرأة المناسبة لك، ولعل الله يصرفها عنك لعلمه بأن ذلك خير لك، وإن كنت حريصا على بقائها في عصمتك، قال تعالى: {وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.

سادساً: إن بذلت كل الوسائل والأسباب لإثنائها عن الخروج من البيت دون إذنك، واستمرارها في طلب الطلاق، ولم ينفع ذلك؛ فعليكم بما أمر به الله حيث قال: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا}، فإن تراجعت واستقامت على أمر الله، وإلا فيُلزم والدها برد المهر الذي دفع لابنته، وقم بتطليقها طلقة واحدة، وسيعوضك الله خيرا منها، قال تعالى: {وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا}.

أسأل الله تعالى أن يختار لك ما فيه الخير والصلاح؛ إنه سميع مجيب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات