الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من آلام في الحلق وبكاء بعد تعرضي لقلق وتوتر، فما هي حالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا فتاة أعاني منذ سنة من ألم في الحلق، قبلها كنت قد أصبت بالقل والتوتر والعصبية والصراخ، وكنت أبذل مجهودا كبيرا في الكلام، لدرجة أنني أتعب بعد الانتهاء منه، والسبب أنني تضايقت وأنا أتعشى، فكنت أتناول طعامي وأنا أبكي.

قمت بعمل تحاليل ومنظار للمعدة، ونفى الطبيب وجود أي مرض، رغم أن الألم يزداد مع الأكل، ووصف لي الطبيب حبوب دومبريدون عند اللزوم.

بحثت في الأنترنت، ووجدت أن الأعراض مشابهة للارتجاع المعدي، فأخذت في البداية دواء القولون والحموضة، لكن الحالة تخف بعد أخذ الدواء وترجع، وإلى الآن لم تختف تماما.

علما أنني أضع سماعة الرأس أربع أو خمس ساعات يوميا، وأبذل مجهودا في تعلم الرسم، واللغة الإنجليزية، وأهلي ينصحونني بعدم أخذ الدواء، وأن حالتي نفسية، لأنني أشعر بالضيق، ولا أدري ماذا أفعل، أو إلى أي طبيب أذهب؟ أصبحت أشك في نفسي أنني أتوهم، حتى عندما لا آكل وأمتنع عن الطعام، فإن الشعور مستمر، وأحيانا أحس كأنه شعور الذي يختنق بالبكاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ffffaaa .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

بالفعل حالتك هذه فيها جانب نفسي، فالقلق والتوتر والعصبية كانت جزءً أساسيًا من المكونات النفسية لديك، وبعد ذلك أتى موضوع ألم الحلق، ربما يكون ألمًا باكتيريًّا، أو شيئاً من هذا القبيل، ومن ثمَّ تصاعدتْ الأمور، لأن جانب القلق النفسي لعب دورًا كبيرًا في حالتك، فكثيرًا ما يؤدِّي القلق والتوتر إلى شعورٍ بالألم، وإلى تقلصات عضلية، وإلى توترات هنا وهناك، وهذه الحالات نُحب أن نسميها (نفسوجسدية).

الحالة بسيطة جدًّا - أيتها الفاضلة الكريمة - كل المطلوب منك هو محاولة تناسي الموضوع تمامًا، وصرف انتباهك عنه، وانطلقي في حياتك بقوة، ومارسي أي تمارين استرخائية، وتمارين التنفُّس مهمَّةٌ جدًّا خاصة لأعراض الجهاز الهضمي أو أعراض الحلق ذات الطابع النفسي.

وكذلك ممارسة أي تمارين رياضية، هذا كله مهم وضروري جدًّا، ولا تُركزي على الموضوع، أي لا تجعليه مصدر اهتمامك وانتباهك طوال اليوم، وكما قلت لك انطلقي في الحياة، وكوني إنسانة فاعلة جدًّا.

سيكون من الطيب أن تتناولي أحد مضادات القلق أو المخاوف، هنالك أدوية ممتازة مثل الـ (ديانكسيت Denaxit) أو الـ (فلوناكسول Flunaxol) والذي يعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol) بجرعات صغيرة، سوف تُساعدك بصورة ممتازة، وهنالك أحد الأدوية القديمة ويسمى (توفرانيل Tofranil) ويعرف علميًا باسم (إميبرامين Imipramine) أيضًا أراه دواءً مناسبًا جدًّا بالنسبة لك.

تواصلي مع الطبيب - الطبيب النفسي أو طبيب الأسرة - ووضحي له ما ذكرناه لك من آراء حول طبيعة حالتك هذه، وأن يصرف لك أحد الأدوية التي أوصينا بها.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً