الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف نتعامل مع بنات عمتي اللاتي لا يرغبن بصلتنا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هل يستجيب الله لدعاء إنسانة دعت عليّ ظلماً وأنا لم أفعل لها شيئاً، ولا أعلم السبب؟ ربما غيرة أو سبباً لا أعلمه، وأنا متأكدة أنني لم أفعل أي شيء لأي شخص يغضب الله ولا يرضاه، فهل يستجاب لها؟ علماً أنها دعت عليّ بالموت فقط لأنني تزوجت، وقد بلغني هذا الحديث من أفراد المجموعة التي تحدثت أمامها هذه السيدة، وماذا أدعو ليحميني الله من شياطين الإنس والجن؟

وأود الاستفسار فيما يخص قطع صلة الرحم؛ فلدينا عمتي وبناتها دائماً ما يثيرون المشاكل حتى لا نذهب لزيارتهم، وأحياناً يؤلّفون حكايات ويحكونها للناس على أنه نحن من قمنا بإيذائهم، أيضاً يتجنبوننا في المقابلات العائلية، حاولنا أكثر من مرة إعادة العلاقة كالسابق لكن دون فائدة!

حتى إنهن عند الذهاب إليهن يختبئن في غرفهن حتى لا نراهن، فأصبحنا نتجنبهن نحن أيضاً بعد محاولات عديدة، وبقي تعاملنا مع عمتنا فقط وأبنائها الرجال ونسائهم، فهل يعتبر هذا قطعاً لصلة الرحم ونأثم عليه؟ علماً أنهن هن من تجنبننا.

وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك في موقعنا، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، والجواب على ما تقدم:

بما أنه لم يحصل منك أي أذى لمن دعت عليك، فإن الله لا يستجيب دعاءها عليك؛ لأنها تدعو بإِثم ومعصية؛ فقد ثبت عن نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم"رواه مسلم، وأرجو أن تعفي عنها، وأن تحسني إليها، حتى يصلح الله حالها.

إذا كن بنات عمتك كبيرات في السن ولسن من الصغار؛ فالقطيعة منهن لك أمر منكر؛ لأنه من القطيعة للأرحام، والذي أنصحك به أن تصبري على ما يجري منهن، وأبشري فعاقبة الصبر إلى خير -بإذن الله- ولقد أحسنت بالتجاوز عن هذه التصرفات، وإنك ما زلت مبادرة إلى صلة الرحم لهن، ولا تقطعي التواصل معهن بكل وسيلة ممكنة، ومهما كان منهن من الجفاء، عملاً بسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فعن أبي هريرة أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأحلم عنهم ويجهلون علي. فقال: "لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك" رواه مسلم.

وعليك أن تدعي الله لهن بالخير، وأن يؤلف الله بين القلوب، ويمكن أن تقدمي لهن بعض الهدايا تأليفاً للقلوب؛ فقد جاء في الحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تهادوا، فإن الهدية تذهب وغر الصدر" رواه أحمد، وفي رواية "تهادوا تحابوا".

وأخيراً وبما أنك حريصة على التواصل مع بنات عمتك، لكنهنّ يرفضن ذلك، ويغلقن الغرف على أنفسهن، فلا شك أنك قد وصلت الرحم معهنّ، وليس عليك أي إثم أو حرج، وأنبه أنه عند اللقاء مع أبناء عمتك ضرورة الالتزام بالحجاب، وأن لا يكون هناك مصافحة أو خلوة، ولعلك تدركين ذلك، ولكن هذا مجرد تنبيه.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً