الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضرورة معرفة مسببات الأرق وقلة النوم قبل تعاطي أدوية لعلاجه

السؤال

ما رأي سعادتكم بالدواء النفسي تروكسال (Truxal )؟ فأنا أعاني من النوم غير المريح، إذ أني أقوم صباحاً وكأني لم أنم طوال الليل! ما هي الجرعة المثلى لهذا الدواء فيما يخص النوم؟ وما هي آثاره الجانبية المتوقعة؟ وكيف يعمل هذا الدواء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أن الأرق من الأشياء المزعجة، والنوم غير المريح يؤدي إلى شعور بالخمول والكسل في الصباح، كما أنه يؤدي إلى شعور عام بالإحباط، وتقل فيه الطاقات النفسية والجسدية.

ولابد يا أخي قبل استعمال الدواء أن تبحث في السبب الذي جعلك لا تنام، هل أنت قلق، هل أنت تعاني من اكتئاب، أم أن المشكلة فقط هي مشكلة أنك غير ملتزم بالصحة النومية؟ والصحة النومية نعني بها الالتزام، بأن يذهب الإنسان إلى فراشه في وقت معين من الليل، وأن يتجنب نوم النهار، وأن يمارس الرياضة بقدر المستطاع، وأن لا تتناول أي نوع من المنبهات كالشاي أو القهوة أو الببسي أو أي مشروب يحتوي على مادة الكافيين، ويجب أن لا يتم تناولها بعد الساعة السادسة مساءً.

كما أن التمارين الرياضية مفيدة جداً، وكذلك شرب الحليب الدافئ، ولابد أيضاً أن تكون غرفة النوم مهيأة بالصورة السليمة والصحيحة، وليس فيها أي نوع من الإزعاج، فلقد شاهدت بعض الناس يتركون التلفزيون في غرف نومهم، ثم يشتكون من عدم النوم، هذا شيء طبيعي؛ لأنه إذا كان الإنسان يضع تلفزيوناً في غرفة نومه، فسوف يجد صعوبة أن ينام نوماً طبيعياً.

أرجو أن تتنبه لموضوع الصحة النومية، فهي حقيقةً مهمة جداً.

أما إذا كان لديك أي نوع من التوتر أو القلق أو الاكتئاب، فلابد أن يعالج ذلك، وهنالك أدوية بسيطة لعلاج القلق، مثل العقار الذي يعرف باسم موتيفال، أو فلونكسول، ويمكنك أن تتناول حبة واحدة من أحدهما يومياً لمدة شهرين أو ثلاثة، فهذا إن شاء الله مفيد جداً بالنسبة لك.

بالنسبة للتركسال حقيقةً هو يساعد على النوم، ولكن لا أستطيع أن أقول لك أنه هو الدواء الأمثل؛ فالتركسال يعاب عليه أنه ربما يسبب نوعا من الإدمان أو التعود، وهذا هو أكبر أثر جانبي سلبي، وليس هنالك أسوأ من ذلك، كما أنه يعاب على هذا الدواء بصفة عامة أنه يفقد فعاليته بعد مرور فترة من الوقت.

هنالك أدوية أخرى بسيطة توجد في الصيدليات، مثل الحبوب التي تعرف باسم سليب أشور، (Sleep assure) وهذا دواء غير إدماني وغير تعودي، ويمكن استعماله أو اللجوء إليه.

حقيقةً أخي أنا لا أفضل مطلقاً استعمال التركسال، وهذه حقيقة هامة بالنسبة لك.

بجانب الإرشادات السابقة التي ذكرتها لك، عليك يا أخي أن تكون حريصا جداً على أذكار النوم، فهنالك دراسات أجريت في المنطقة تدل أنها تساعد بالطبع وبالتأكيد في تحسين النوم.

كما أنه يمكنك أن تتبع ما ورد في السنة النبوية المطهرة، فـ(عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أرقاً أصابني، فقال: قل اللهم غارت النجوم، وهدأت العيون، وأنت حي قيوم، لا تأخذك سنة ولا نوم، يا حي يا قيوم، أهدئ ليلي، وأنم عيني، قال زيد بن ثابت: فقلتها، فأذهب الله عز وجل عني ما كنت أجد من الأرق).

وختاماً: أسأل الله لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية محمد صالح الغامدي

    جزاك الله خير يادكتور

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً