الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوساوس في الطهارة وأفكر بترك الخطبة!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشعر أني أكره نفسي، ولا أعلم كيف كنت في الماضي، كان يطغى علي التفكير في الشهرة، ومحاولات أن أكون شخصية معروفة ومميزة في كل مكان، وأسعى إلى إبراز أكثر الصفات الجيدة من أجل لفت الانتباه وربما النساء، أشعر أني متيقن من ذلك.

ارتكبت العديد من المعاصي، ولا أعلم كيف أخرج من محاسبة نفسي على ذلك، كنت على تواصل مع فتاة، وكانت أشد الفتيات احترامًا وتدينًا، وانقطعت العلاقة منذ 3 سنوات، وعدنا الآن نتحدث مع بعضنا، فرحت كثيرًا، وأحسست أن حياتي بدأت تتحسن، تركت المعاصي وقتها، وعزمت على مجاهدة نفسي، لا أعلم ماذا حدث الآن، ولكن لا أشعر أني متأكد من أي شيء، بدأت أشعر بأني لا أحبها، ولكني أخشى من زعلها.

أشك في أني فقط كنت أحبها حتى يتحدث الناس عنها، لا أعلم ماذا أفعل، أريد أي شيء حتى يطمئن قلبي، لا أعلم ما هو هذا الصوت الداخلي، هل هو وسواس أم ماذا؟

أعاني من كثرة الجلوس في دورة المياه محاولة مني للتيقن من الوضوء أو الاستنجاء والطهارة، وصعوبة البدء في الصلاة، والحديث مع النفس كثيرًا في الصلاة، أصبحت غير قادر على فعل أي شيء، حتى عندما أتحدث مع الفتاة حول تجهيزات الخطوبة أشعر بشيء على قلبي يدفعني للتفكير ماذا أقول، أرجو المساعدة، فأنا فعلًا لا أستطيع فعل أي شيء، وأشعر بالرغبة في الانتحار وترك كل هذا.

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله لك الصحة والعافية، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.

أولاً: الحمد لله أنك تركت المعاصي، وهذا توفيق من الله عز وجل، فـ (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، والتائب من الذنب حبيب الرحمن {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222]، و(التوبة تجُبُّ ما قبلها).

ثانيًا: ما دمت متمسِّكًا بالعلاقة بهذه الفتاة والتي وجدت فيها ما يدعوك لزواجها ولم تكن نيتك غير ذلك؛ فامضِ في طريقك مع استخارة الله سبحانه وتعالى في الأمر، فإذا اطمأنّ قلبك وسارت الأمور كما ينبغي فاقْدِم على الزواج ولا تتردد، وإذا لم يحدث ذلك فاعلم أن الله تعالى يريد لك الخير.

وأيضًا استعن بمن تثق فيهم من الأهل والأقارب وأهل هذه الفتاة، واستشارتهم في الأمر، فربما تجد من المعلومات ما يزيد رغبتك ويُشجعك أكثر.

أمَّا بالنسبة للوساوس: فقد تكون في صورة أفكار قهرية أو أفعال قهرية، تجبرك على التفكير أو فعل أو تكرار طقوس مُعينة، وعلاجها هو التجاهل وتركها وعدم الاستجابة، وستشعر بالقلق والتوتر، ولكن تحمُّل هذا القلق والتوتر لفترات متدرجة قد يُساعدك في التخلص منها.

وتذكّر الآثار المترتبة على فعل هذه الطقوس، مثل ضياع الوقت، والإسراف في الماء، وربما يتأثّر جسمك أيضًا في بعض أجزائه التي تُلامس الماء بصورة مستمرة، وتُحدث بعض القروح بسبب ذلك.

نرشدك بمقابلة أقرب طبيب نفسي، فربما تجد العقاقير التي تُعالج مشكلتك، وتزول عنك هذه الأفكار الوسواسية وكذلك الأفكار الانتحارية، واستعذ بالله دائمًا عندما تنتابك مثل هذه الأفكار، وتيقّن بأن لكل مشكلة علاجاً، ولا يشغلك هذا الموضوع أكثر، فلكل مشكلة حل، فاسعَ واطرق الأسباب، فعسى ولعلَّ الله سبحانه وتعالى يُكرمك بحل هذه المشاكل كلها، ويجعل لك ما فيه الخير، ويطمئنّ قلبك لما أراده الله سبحانه وتعالى.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً