الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحب صديقة أختي وأتمنى أن تكون لي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحب صديقة أختي حبًّا حقيقيًا، والمشكلة أني أكلمها عبر الأنترنت بصفة أختي، وهي تعتقد أنها أختي، وبفضل الله أنا ملتزم بكل ما يُرضي الله، ولكن ضعفت في هذا الأمر، وأدعو الله أن تكون لي، وأحبها منذ 6 سنوات، وهي تحبني ولكن لم أتحدث معها إلَّا بصفة أختي منذ شهر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحب بك -أخي العزيز- في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.

أخي العزيز: الحمد لله أنك ملتزم بكل ما يرضي الله، وعليك أن تجتهد أن ترضي الله في هذه العلاقة أيضًا، فتجعلها وفق ما يريده الشرع، فالله تعالى حرّم علاقات التعارف العاطفي بين الرجل والمرأة؛ لما تسببه من مفاسد وخطوات للشيطان، وتنتهي بالكثير من المفاسد والمنكرات، لذلك عليك أن تتوب إلى الله من التواصل مع هذه الفتاة وتقطع صلتك بها تمامًا، حتى لا تُفسد عليك دينك واستقامتك.

أخي الكريم: إن كان في قلبك حب صادق لهذه الفتاة، فقد أخبر النبي (ﷺ) فقال: (لم يُر للمتحابين مثل النكاح)، فإن وجدت في هذه الفتاة الصلاح والأخلاق والدين فبادر إلى خطبتها من أهلها، وهذا هو الطريق الصحيح، وبعد الخطبة يمكن أن تتفاهم معها وتفهم شخصيتها حتى تقرر الزواج أم لا، فإن لم تبادر لخطبتها فكل تعارف عاطفي بين شاب وفتاة لا غاية ولا منفعة منه إلا الحديث العاطفي، والبحث عن المشاعر والحب والغرام خارج إطار الزواج؛ فهو محرم لما فيه من مفاسد كثيرة.

أخي العزيز: إياك أن تستسلم لمكائد الشيطان وخطواته التي يوهمك بها بقوله إنها "بصفة أختك"، فلاحظ رغم أنك تتحدث معها بهذه الصفة -كما تقول- إلا أنك وصلت إلى درجة التعلق بها، والحديث معها طوال هذه المدة، فهل لا تزال بصفتها أختك؟! -أخي العزيز- هذا من حبال الشيطان ومكره ليقربك إلى المعصية ويخدعك بمثل هذه المبررات.

أخيرًا: بادر إلى التوبة النصوح، واجتهد في إعداد مؤونة الزواج، فإن تيسرت لك فبادر إلى خطبة هذه الفتاة والزواج بها، وهذا أريح لقلبك وأسلم لدينك فلا تفتح باب الحرام على نفسك، ولا تجعل قلبك يتعلق بهذه الفتاة فتشغلك عن دراستك وحياتك الطبيعية، فالتعلق مرض يصعب علاجه.

وإن كانت هذه العلاقة مجرد تعارف وصل إلى تعلق، فاستمرار التعلق دون أن يكون له نهاية بالخِطبة والزواج، فإنه باب لكل شر ومفسدة، وعليك أن تدعو الله أن يُخلصك من هذا التعلق وتجتهد في ذلك، وتكثر من الطاعات، والعمل الصالح، والدعاء أن يخلصك الله من هذا التعلق ويصرفه عنك.

أسال الله أن ييسر أمرك ويشرح صدرك للخير والهدى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً