الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسوسة بالكفر والخروج من الإسلام

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت قد أرسلت إليكم من قبل ولم تجيبوني، أعاني من أني حينما أتكلم في كثير من الأحيان على مدار اليوم، في أي موضوع، أعاني من أي كلمة أقولها تكون مرتبطة بالشرع، أو أي حركات أو أفعال عادية، فيأتي في ذهني أن هذا - عيإذا بالله - يكون استهزاء، أو - عيإذا بالله – كفرا، وتترتب عليه أمور شرعية تجاه الزوجة وغير ذلك.

فأظل أنطق الشهادتين، وهذا ما يحدث لي ويجعل تفكيري كله في الكلمة التي قلتها، أو الفعل الذي فعلته.
أفيدوني وجزاكم الله عني وعن المسلمين خيراً.
أرجو أن لا تهملوا استشارتي، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ وائل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أن هذا نوع من الوساوس القهرية، والوساوس القهرية تكثر في أمور الدين، وصدقني يا أخ وائل أن الوساوس هي أفكار سخيفة تفرض نفسها على الإنسان، ومن فضل الله تعالى أن الإنسان لا يتبعها مطلقاً، كما أن العلماء الأفاضل أفتوا بأن صاحبها لا حرج عليه مطلقاً، هذا هو الشيء الضروري الذي يجب أن تعرفه.

الوساوس تعالج عن طريق العلاج السلوكي والعلاج الدوائي، وكلاهما يدعم الآخر.

بالنسبة للعلاج السلوكي أرجو أن تكتب في ورقة كل أنواع الوساوس التي تأتيك، ابدأ بالوساوس البسيطة ثم الأكثر ثم الأقوى.. وهكذا.. وابدأ من الوساوس البسيطة بأن تحضر الكلمة أو الجملة المضادة للفكرة الوسواسية، ثم تكرر هذه الكلمة أو هذه الجملة المضادة، تكررها عدة مرات، حتى تستبدل بها الفكرة أو الكلمة الوسواسية.. كرر ذلك كثيراً مع نفسك، وكذلك حاول أن تحقر هذه الفكرة؛ حين تتذكر الفكرة الوسواسية، قل مع نفسك هذه فكرة حقيرة هذه كلمة حقيرة لن أكررها مطلقاً.. وهكذا.

ثانياً: يمكنك أن تقرن استشعارا آخر بالفكرة الوسواسية؛ فعلى سبيل المثال يمكن أن تقوم بالضرب على يديك بقوة شديدة حتى تحس بالألم الشديد، اقرن هذا الألم بالفكرة الوسواسية، أي يجب أن يطابق الضرب على اليد والشعور بالألم الفكرة الوسواسية، هذا الاقتران يؤدي إن شاء الله إلى ما يعرف بفك الارتباط الشرطي، وهو إن شاء الله يضعف هذه الفكرة الوسواسية.

أخي الفاضل: من نعم الله تعالى أنه توجد الآن أدوية كثيرة جدّاً وفعّالة جدّاً لعلاج مثل هذه الوساوس، أنا دائماً في مثل هذه الحالات أنصح بدوائين، الأول يعرف باسم بروزاك، والثاني يعرف باسم فافرين، وكلاهما إن شاء الله موجود بمصر.

ابدأ بتناول جرعة البروزاك بمعدل كبسولة واحدة 20 مليجرام، تناوله في الصباح بعد الأكل، أما بالنسبة للفافرين فجرعته هي 50 مليجرام ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ترفعها بعد ذلك إلى 100 مليجرام، وتستمر عليها لمدة شهر، ثم ترفعها إلى 200 مليجرام.

إذن: تكون الوصفة العلاجية كالآتي: كبسولة واحدة من البروزاك في الصباح، و200 مليجرام من الفافرين ليلاً بعد الأكل، تستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر متواصلة، ثم بعد ذلك تبدأ في تخفيض الفافرين بمعدل 50 مليجرام كل أسبوعين حتى تتوقف عنه كاملاً، وتستمر على البروزاك لمدة ثلاثة أشهر أخرى ثم تتوقف عنه.

بإذن الله تعالى سوف تحس أن تطبيق التمارين السلوكية السابقة وتناول العلاج سوف يكون ذا فائدة عظيمة لك، وبعد شهر إن شاء الله من بداية التطبيق وتناول العلاج، سوف تحس أن هذه الأفكار بدأت تقل وتضعف جدّاً، ثم بعد شهرين تختفي تماماً بإذن الله.

عليك بقوة الإرادة، وعليك ألا تحزن يا أخي، فهي أفكار سخيفة ومتسلطة، وبإذن الله سوف تزول عنك.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً