الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أفوز برضا الله ورضوانه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

علمت أن الفوز العظيم هو الفوز برضوان الله عز وجل، فأردت أن أعلم، كيف أفوز به؟ هل يكون بتقربي من الله بالأعمال الصالحة، أم يوجد عمل ما يجعلني أفوز به؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - ولدنا الحبيب - في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى لك التوفيق، ومزيدًا من الهداية والصلاح، ونشكر لك حرصك على عمل الخير والتقرُّب إلى الله تعالى بالطاعة رجاء الفوز برضوان الله، وهذا من توفيق الله تعالى، وعلامة - بإذن الله - على أن الله تعالى يُريد بك الخير، فنسأل الله تعالى لك المزيد من الهداية والصلاح.

والفوز برضوان الله لا شك - أيها الحبيب - أنه أعظم مطلوب في هذه الحياة، وهو الفوز الحقيقي، وهو أكبر ما ينبغي للإنسان أن يطلبه ويقصده كما قال الله تعالى في كتابه: {وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 72].

وهذا الرضا - أيها الحبيب - قد بيَّن الله تعالى لنا كيف نصل إليه، بيانًا شافيًا وواضحًا، فقال الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران مخاطبًا نبيّه (ﷺ): {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31] فبيّن الله تعالى الطريق التي توصل إلى محبة الله تعالى، وهي اتباع الرسول الكريم (ﷺ) بطاعته فيما يأمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر.

وبيَّن لنا سبحانه وتعالى أيضًا أحب الأعمال إليه التي ينبغي أن نبدأ بها، وأن نوليها اهتمامنا وعنايتنا، فقال سبحانه في الحديث القدسي الذي رواه البخاري: «وَمَا ‌تَقَرَّبَ ‌إِلَيَّ ‌عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ».

فبيَّن لنا بأن الأعمال على مرتبتين:

- المرتبة الأولى الفرائض: فيجب عليك أن تهتمّ بمعرفة الفرائض التي فرضها الله تعالى عليك، والفرائض نوعان:

* النوع الأول: فرائض أمر الله بفعلها، ومنها فرائض الفعل مثلًا: الصلوات الخمس، فيجب عليك أن تحافظ عليها في أوقاتها، وتتفقّه في هذه الصلاة وما تصح به الصلاة وما لا تصح به، وتحافظ على صلواتك في مساجد المسلمين، وهكذا ينبغي أن تتعلم باقي الفرائض التي كلّفك الله تعالى بفعلها.

* والنوع الثاني من الفرائض: ما نهاك الله تعالى عنه، فيجب عليك أن تجتنبه.

المرتبة الثانية: ما زاد على هذه الفرائض فهو نوافل، ومستحبّات، وكلّما أكثرت منها كلّما زاد حبُّ الله تعالى لك، والنوافل كثيرة جدًّا، فالصلاة فيها نوافل ينبغي أن تحافظ عليها، والصدقات فيها نوافل، وهكذا سائر الأعمال فيها نوافل كثيرة ينبغي أن تحافظ على ما استطعت منها، ومن أهم هذه الأعمال التي ينبغي أن تداوم عليها: الملازمة لذكر الله تعالى، وقراءة القرآن، والمحافظة على الأذكار خلال اليوم والليلة.

وأهمُّ ما يُعينك على معرفة ما ينبغي أن تفعله ويُعينك على فعله: الرفقة الصالحة، فحاول أن تتعرَّف على الرجال الطيبين الصالحين في البلد الذي أنت فيه، وفي المكان الذي أنت فيه، وأن تتواصل أيضًا مع الصالحين من عباد الله تعالى ما أمكنك التواصل معهم، فإنك بذلك تنال خيرًا منهم في دنياك وفي آخرتك.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً