السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ أن التزمت بالصلاة قبل خمس سنوات، وأنا في صراع مستمر مع الكوابيس، والوساوس، والنفور من الصلاة، بل وكراهية لها في بعض الأحيان.
كنت كثيرًا ما أرى في منامي الجن والشياطين، وأسمع الوساوس في رأسي، وهي عبارة عن شتائم ولعن، وأحيانًا أفكار سوداوية لا أشعر أنها نابعة مني.
وعند النوم، كنت أشعر من حين لآخر بشيء يدخل من إبهام قدمي اليسرى كأنّه تنميل، ثم يصعد ليستقر في رحمي، وأحيانًا يصل إلى بطني أو رأسي.
كنت أحاول دفعه بالدعاء، فتهتز قدمي ويخرج، وأحيانًا لا يخرج.
منذ سنتين، بدأت بالرقية الشرعية عند امرأة، ثم واظبت على رقية نفسي بكثرة التهليل، فاختفت الكوابيس تقريبًا، وقلّت الوساوس التي كنت أسمعها في رأسي – وكانت أغلبها شتائم ولعناً وصراخاً–، وتركت حينها جميع الذنوب التي كنت أعرفها، فأحببت الصلاة وبدأت أجد لذّتها وخشوعها، والتزمت بالسنن المؤكدة، وبدأت أطلب العلم الشرعي.
لكنني بعد ذلك وقعت في ذنب شغل قلبي كثيرًا، فانتكست، وتركت كل ما كنت عليه من التزام. وحتى بعد أن تُبت منه، لم أعد إلى حالي السابق.
ما زلت – ولله الحمد – أُصلي الفروض، وأقرأ أذكار الصباح والمساء، ولم تعد الكوابيس كما كانت، ولكن أصبحت الصلاة ثقيلة جدًا، وكلما حاولت أن أركّز فيها أُصاب بتشنّج وانزعاج، ولا أستطيع الاستمرار، فأنقرها نقرًا وأقوم، وإذا حاولت التركيز أكثر، يشتد التشنّج وقد أبكي أو أصرخ.
تتحرك يداي ورأسي لا إراديًا، وإذا صليت في جماعة – مثل صلاة التراويح – يشتد ذلك أكثر، وأبكي طول الوقت، وأكتم الصراخ بصعوبة، وأشعر بثقل كأن جبلًا يجثم على صدري، وقد أجلس على الأرض بعد الصلاة من شدة الإرهاق والثقل.
لم أعد أستطيع الالتزام بالرقية أو الذكر؛ فكل ذلك أصبح ثقيلًا عليّ جدًا.
ما زلت أشعر أحيانًا بتنميل في منطقة العورة، وأحيانًا كأن تياراً كهربائياً يسري في جسدي، وأجد نفورًا من الاستحمام، وحدة في الغضب، والأهم من ذلك أن وقتي يضيع دون أن أشعر كيف ولماذا، لا أفعل شيئًا، ولا أنجز شيئًا.
أُعاني من بلادة في التفكير، وكثرة النسيان، وتشتت الذهن، وخمول دائم.
أريد أن أعود للصلاة كما كنت، وأن أُحسنها، وأقرأ القرآن دون شعور بالنفور أو الاشمئزاز، فما الحل؟