الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي تتواصل مع رجل بسبب تقصير زوجها، فكيف أوجهها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أختي متزوجة، وزوجها يخاف الله ومحافظ على الصلاة، ولكنه مقصر في حقها الشرعي كزوجة، ولا يوجه لها الكلام الطيب الذي تحتاجه كل امرأة من زوجها، رغم أنها حاولت تنبيهه مرات عدة، إلا أنه لا يستجيب، واكتشفت مؤخرًا أنها تتكلم مع رجل أجنبي عبر الهاتف، ولا أعلم كيف أتصرف؟ أخاف أن أخبر والدتي ووالدي فيمرضا، وفي ذات الوقت أخاف على أختي من الوقوع في الذنب، رغم أنني نصحتها، لكنني أشعر أنني ما زلت مقصرة!

أتمنى منكم النصيحة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في الحقيقة إن ما ذكرته من أن زوج أختك -حسب كلامك- أنه يصلي ويخاف الله تعالى فهذا شيء طيب، لكن -للأسف الشديد- كونه مقصرًا في حق زوجته، التي هي أختك، فهذا -للأسف- خطأ يقع من بعض الأزواج؛ بغض النظر عن كونه صالحًا مع نفسه أو غير صالح، وهذه مشكلة لا بد من إصلاحها من المجتمع ومن المصلحين؛ لأن إهمال الزوجة، وعدم إعطائها العاطفة والحنان من قبل زوجها، قد يؤدي إلى أن تلجأ إلى من يعطيها الحنان خارج إطار الحياة الزوجية، فتقع فريسة للذئاب البشرية في ما يسمى بالحب والغرام، والذي قد يؤدي -عياذاً بالله- إلى الوقوع في الحرام، وهنا يجب أن أبين لك بعض الحلول التي عسى أن تكون نافعة -إن شاء الله تعالى-، وهي كالآتي:

1- لا بد من مناصحة هذا الزوج ممن هو مقرب لديه من أهله وأسرته، كوالديه، وإخوانه، أو أخواته، فهم أقرب الناس إليه، وتكون المناصحة في أن يتقي الله تعالى في زوجته، وأن يعطيها حقوقها المادية والمعنوية، حتى لا تضيع زوجته، وفي الحديث يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يعول) رواه مسلم، ولا سيما أن يبين له أن الحياة الزوجية قائمة في أعظم مقاصدها على إعفاف كل من الزوجين للآخر، مع ما يصاحبه من تلطف الزوج نحو زوجته، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- خير الناس لأهله، كان عليه الصلاة والسلام يقول: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).

2- اكتشافك مؤخرًا إقامة أختك بعلاقة هاتفية عن طريق الجوال، مع رجل أجنبي أمر عظيم، وإن كان زوجها قد يكون سببًا في ذلك، لكن أختك عليها أن تتقي الله تعالى، ولا تنخدع بالكلام المعسول الذي يذهب بدينها ودنياها، وبالتالي عليك النصيحة، والإكثار من النصيحة، ومتابعة أختك في ذلك، وتذكيرها بعذاب الله، ثم بالخزي والعار إذا تم اكتشافها، وخاصة أنك تقولين أن والديها قد يمرضان بسبب هذا، فالله الله في نصحها، وتدارك الأمر قبل فوات الأوان حين لا ينفع الندم، وإذا كان لديها أولاد فذكريها بأن تتقي الله تعالى في أولادها، وأن تشغل أوقاتها فيما ينفعها في أمر دينها ودنياها.

3- وبالنسبة للوالدين أرى -والله أعلم- أن تؤجلي كلامك للوالدين بشأن أختك، حتى ولو لبعض الوقت؛ لأنه مع حالتهما المرضية، قد يزداد مرضهما، فتجنبي الكلام معهما في هذا الأمر.

4- حاولي الإكثار من الاتصال بأختك، وزيارتها، وإشغال الفراغ لديها، كاقتراح زيارة الوالدين والمكوث معكم في بيت الوالدين، وإشغالها بالخروج معهما ولو في فسحة، وزيارة صديقاتها إن كان ذلك يشغلها عن الاتصال بذلك الرجل الأجنبي، فإن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.

وأوصيك - أيتها الأخت الفاضلة الحنون على أختها- بالدعاء لها والتضرع إلى الله تعالى في أن تقتنع أختك بترك هذه العلاقة المحرمة مع ذلك الرجل الأجنبي ولو كانت كلامًا، فإن خطوات الشيطان تبدأ بالكلام، ثم النظرة، ثم تقع في ما لا تحمد عقباه التي هي خسارة الدنيا والآخرة، وهي الوقوع في الزنا -عياذًا بالله-.

5- تفقدي مع أختك حياتها مع الله، كيف هي حياتها الدينية، كيف هي مع الصلاة التي هي عماد الدين، والتي إذا صلحت الصلاة صلح سائر عمل الإنسان، وإذا ضيع الانسان الصلاة فهو لما سواها أضيع، فلا بد من الكلام مع أختك في هذا الأمر، فما يؤتى الإنسان في هذه الذنوب إلا لضعف إيمانه، وعدم الخشية من الله -عز وجل- ومن الدار الآخرة.

وفي الأخير: أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد في نصحك لأختك، وأن يجعل لكلامك ونصائحك محل قبول، وأسأل الله تعالى أن يبعد عنها الحرام، وأن يقربها من الإيمان، وأن يصلح لها زوجها وأن يهديه للاهتمام بزوجته، آمين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً