السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كان أبي وأمي على خلاف، كاد أن يصل إلى الطلاق، لأن أمي لم تعد تتحمل العيش معه، لأنه صعب الطباع، وهما معًا منذ 33 عامًا، وكانت أمي تتحمل لأجلنا، وكانت تسافر للعمل بالخارج، وتعود في الإجازات، وأبي -لأتفه الأسباب- يقاطعها طيلة فترة الإجازة، ممَّا جعل نفسيتها مدمرة، وكانت تسافر وهي تبكي، ومع ذلك كانت تتحمل.
اكتشفت أمي أن أبي يسرق من مالها، مع العلم أنه لا يوجد دليل واضح، لكن مع الأسف كل الظروف تؤدي إلى اتهام أبي، فأصرت أمي على الطلاق.
المهم، في خلافهما الأخير، رفضتُ أنا وأخوالي وجدي طلب أمي الطلاق؛ لأن أبي مريض ويحتاج إلى رعاية، ولو انفصلا فسيضطر أبي إلى العيش في مكان بعيد؛ لأنه هو من سيترك البيت، ولن نقدر -أنا وإخوتي- أن نرعاه، بسبب زواجنا وأعمالنا، مع العلم أنه يقدر أن يرعى نفسه، لكن تأتيه بعض الوعكات الصحية، التي تلزم وجود أحد معه، وإذا انفصلا، سيتكلم الناس بأننا -أنا وأمي وأخوالي وجدي- قد تركنا أبي المريض بعد كل هذه السنين؛ مما سيضر بسمعتنا جميعًا، لأن لا أحد سيقتنع بالأسباب، وإذا قلنا للناس إن أبي سرق أمي، فسيقولون إننا تركناه مريضًا واتهمناه بالسرقة أيضًا.
كان موعد انفصالهما بعد زواجي بأسبوع، وخطبة أختي بشهر، فخشيت على خطبة أختي؛ لأنها كانت في سن الثلاثين، وكنت أخاف أن يتفاجأ خطيبها ويقرر الانفصال، كما خشيت من تأثير ذلك على زواجي.
المهم، استطعنا في النهاية أن نقنع أمي بالتراجع عن طلبها، على أن يعيشا معًا في نفس المنزل، ولكن كلٌّ منهما في حاله، حتى إنهما لا يتكلمان، وفعلاً بقيا فترة على هذا الوضع.
بعدها طلب أبي من أمي الجماع، فرفضت، وبدأت تطلب الطلاق مرة أخرى، لأنها لا تريد أن تكون آثمة، مع العلم أن أبي لم يعد قادرًا على الجماع بشكل جيد، ثم أصرت أمي على الطلاق، وعارضناها كما في السابق، واقترحتُ أنا وأخوالي وجدي أن يتنازل أبي عن طلب الجماع حتى ترضى أمي، فتنازلت مرة أخرى، على ألَّا يطلب منها الجماع، وأن يبقى كلٌّ منهما في حاله، واشترطنا على أبي أنه إذا لم يُرِد الانفصال، فعليه أن يوافق على هذا الشرط، فكان مُرغمًا على الموافقة؛ لأنه لا يريد الانفصال، ولم يكن لديه حل آخر، لأن أمي بالفعل أصبحت تكرهه.
أنا أرى أن أمي معها حق، وأن أبي بالفعل كان سيئًا طيلة زواجهما، والمهم أن كلاً منهما يرى أنه مظلوم، ولكنهم غلّبوا المصلحة العامة.
فهل هذا الوضع جائز؟ وهل يحق لنا تغليب المصلحة العامة على مصلحة أمي؟ وهل إذا بدأت أمي تطلب الطلاق مرة ثالثة، يحق لي أن أرفض؟