السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب في نهاية عامي السادس والعشرين، متوسط الحال ماديًا، ولدي وظيفة في تخصصي، وأطمح للتطور في مجالي المهني والمادي، وفي حياتي عمومًا، لدي رغبة في الزواج، ونيل ما يلحقه من الاستقرار النفسي، إلا أنه يوجد لدي بعض الإشكالات النفسية التي سأسردها عليكم.
أولها: هاجس يلح علي أنه: "لا زال الوقت مبكرًا، انتظر سنةً أخرى، أو سنتين، لتحسن وضعك المهني، وتتطور أكثر، وأن الارتباط في الوقت الحالي قد يعوقني".
ثانيًا: لدي مشكلة متعلقة بالمثالية الزائدة في حياتي، انعكست هذه المشكلة على موضوع الزواج؛ حيث أصبحت أقارن بين من يتم ترشيحهم لي من قبل الأهل والأصدقاء، من بينهم إحدى قريباتي التي تصغرني بسبع سنوات، ومقبولة الشكل والخلق، وهذه أفضل من حيث الجمال، وتلك أفضل من حيث الثقافة والنضج العقلي والفكري، وهذه لديها ميزات أخرى لا توجد في غيرها، وأصبحت أرغب في واحدة تمتلك هذه الصفات مجتمعةً، وهذا مما يستحيل، أو يندر.
أحيانًا تكون أولويتي هي الدين، وأحيانًا الجمال، وأحيانًا العقل، وأحيانًا أخرى تكون ميزةً أخرى مختلفةً، ويتولد لدي خوف من أن أرتبط بفتاة لا يتوفر فيها ما يعفني نفسيًا وماديًا، وأقع في دوامة المقارنات.
لقد تحول هذا الخوف إلى وسواس داخلي، شكّل حائط صد نفسي، تجاه الإقدام على الخطوة، ولو على سبيل التجربة، وأصبحت أختلق المبررات لتأجيل الأمر.
ومع إلحاح الأهل عليّ لأخذ الخطوة، والحاجة الداخلية لدي لهذا الأمر، ومشاهدتي لأقراني من حولي يتزوجون الواحد تلو الآخر، أصبحت أنام وأستيقظ وأنا أفكر في الأمر، ولكن تمنعني مخاوفي من الإقدام، وأصبحت أبحث في كل الوجوه عن ضالتي.
أعلم أن لكل شخص مميزاته وعيوبه، حتى أنا، غير أن هذا الخوف لا ينصرف عني، وأصبح التفكير المفرط ملازمًا لي، ويصعب علي حياتي.