السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قصتي طويلة قليلًا، ولا أعلم من أين أبدأ! لكن موضوعي أني ابتُليت بالوسواس منذ كنت طفلة صغيرة، عندما كان عمري 15 سنة، كانت أول مرة يصيبني الوسواس بشكل قوي، وكان وسواس التنفس، ومنذ ذلك الوقت يأتي الوسواس ويغيب، ليس شرطًا أن يكون التنفس، بل كل مرة بفكرة مختلفة، أو قد تتكرر الفكرة، حيث يأتي الوسواس لعدة أشهر ولا أخبر به أحدًا، حتى يذهب من تلقاء نفسه.
مررت بظروف عديدة في حياتي، تزوجت صغيرة، وسافرت بعيدًا عن أهلي، وبعد 8 سنوات توفي زوجي -رحمه الله-، ولدي ابنتان، وبعد حوالي سنة كتبت كتابي مع عم بناتي، والآن مضت 5 سنوات، لكن كلٌّ منا يسكن في منزل منفصل، وهذا بناءً على رغبته هو، أما أنا فأشعر بوحدة شديدة، خصوصًا أني مغتربة!
أنا امرأة قوية -بفضل الله- وجميلة بشهادة كل من حولي، لكن لا أحد يعلم مدى الألم الذي أعانيه بداخلي، خصوصًا من الوسواس.
أريد أن أتحدث عن آخر فترة مررت بها: منذ حوالي سنة ذهبت لزيارة عائلتي، وكنت جدًّا فرِحة عندهم، وبعدما عدت من السفر إلى بيتي عاد إليّ الوسواس، وتعاملت معه مثل كل مرة، لكن هذه المرة كانت صعبة جدًّا، لم يذهب عني الوسواس، وساءت نفسيتي كثيرًا، حتى إنني قضيت ليالي طويلة بدون نوم، مع بكاء، وهذه أول مرة أخبر الجميع عن الوسواس عندي.
المشكلة الآن أن الوسواس لم يذهب عني تمامًا، أرتاح منه قليلًا ثم يعود، وفي كل مرة بفكرة مختلفة، لكن شعور الكآبة يرافقني، والآن آخر ما أفكر فيه: هل من الممكن أن يكون حسدًا لا ينفك عني، أم أنه وسواس مرتبط بهرموناتي؟ حيث إن أغلب المرات يعود الوسواس في وقت قرب الدورة الشهرية، إما قبلها أو خلالها أو بعدها مباشرة، أشعر بالتعب، وعدم القدرة على الاستمرار، وبدأت أفكر في أخذ دواء للاكتئاب حتى أخرج من الوسواس وأعود لطبيعتي؛ حيث إنني كلما أرتاح لفترة أسبوعين أو ثلاثة، تأتي فكرة جديدة وتسبب لي ضيقًا شديدًا، وأحاول أن أغيّر من نفسيتي، لكن لا أستطيع، حتى بدأ الكل يتذمّر مني ومن شكواي.
وأنا الآن خائفة أن يكون هذا حسدًا أصابني، فلم أعد كما كنت سابقًا، وأنه لو لم يكن حسدًا لتحسنت مثل ما كنت في السابق.
أرجو مساعدتي وتوضيح ما يحدث معي، مع ملاحظة أني كنت أتناول أحيانًا دواءً لمدة أيام أو أسبوع، لكنني أحاول ألّا أتناول أدوية بسبب مضاعفاتها، وقد أخذت نوعين مختلفين في السنة الماضية.