الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بالشلل في مرحلة من مراحل النوم وعلاقتها بالإجهاد النفسي والذهني

السؤال

بارك الله فيكم وشرفكم بالعلم والإيمان وجعلكم من أهلهما.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في أثناء نومي أشعر أحياناً أن جسدي مشلول ولا أستطيع التنفس أو عمل أي شيء، وأكون في حالة كأني أموت، علماً بأنني بفضل الله أصلي وأقرأ القرآن، وهذه الحالة تتكرر، كما أود أن أحيطكم علماً بأنني أتعالج من مرض حساسية الأرتكاريا، وكنت آخذ أدوية مضادة للهستامين بكثرة، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي للنوم عدة مراحل ودرجات، وهذه المراحل تقسم إلى أربعة مراحل، في إحدى المراحل يحدث هنالك استرخاء عضلي شديد جدّاً، خاصة في عضلات الأطراف، وذلك يجعل بعض الناس يحس أنه مشلول في جسده لأنه يكون بين اليقظة والنوم، هذه المرحلة النومية معروفة جدّاً وهي تحصل عند حوالي 10 إلى 20% من الناس، ولكنها تختفي بمرور الزمن لدى بعض الناس، ومن الأمور التي تزيد هذه الحالة هو الإجهاد النفسي أو الإجهاد الذهني، أي إذا كان الإنسان قلقاً لدرجة كبيرة أو كان متعباً جسديّاً قد تزيد لديه هذه الحالة.

كما أن الإكثار من تناول القهوة والشاي والمشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين مثل البيبسي كولا ربما أيضاً تزيد من هذه الحالة.

الحمد لله أنت من المصلين ومن الذين يتمسكون بكتاب الله، وهذا أمر عظيم ونهنئك عليه ونشد على ساعديك ونسأل الله لك المزيد، وبالطبع يساعدك هذا في الاطمئنان، وتأكد تماماً أن هذه الحالة ليست دليلا على ضعف في الشخصية أو نقصاً في الإيمان، هي حالة عادية وتحدث لكثير من الناس كما ذكرت لك.

أخي كي تساعد نفسك أرجو ألا تنام في أثناء النهار، وأرجو أن تمارس بعض التمارين الرياضية، وأرجو أن تكون في استرخاء عام قبل الذهاب إلى النوم، كن مسترخيّاً وغير مشغول بأي أمر من أمور الدنيا لفترة نصف ساعة أو ساعة، وعليك أيضاً ألا تشاهد التلفزيون أو أي شيء مزعج خلال هذه الفترة، وخذ بأذكار النوم بجدية، كما أنك يمكن أن تأخذ نفساً عميقاً أو بطيء مرة أو مرتين قبل النوم، فهذا يساعدك إن شاء الله تعالى.

وعليك أيضاً أن تخفف من الطعام في أثناء الليل، لا تتناول الوجبات المتأخرة في الليل والتي أيضاً تحتوي على كميات كبيرة من الدهنيات، لأنها ربما تضر بالإنسان، وربما تسبب هذه الحالة، هذه هي الإرشادات الضرورية التي يجب عليك اتباعها.

لا أعتقد أن هنالك أثراً لدواء الحساسية، ولكن يجب ألا نكثر من هذه الأدوية بصفة عامة.

أخي هنالك دواء معروف في مصر يعرف باسم أنفرانيل، وهو يستعمل لعلاج القلق والاكتئاب والوساوس، ولكنه أيضاً مفيد في مثل حالتك، لا بأس أن تتحصل عليه وتتناوله بجرعة صغيرة وهي 25 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر.

وهذا الدواء سليم ولا يسبب آثاراً جانبية كثيرة، ربما تشعر بجفاف بسيط في الفم والحلق في الأيام الأولى، وربما يسبب لك إمساك بسيط، وربما يحدث نوع من الاسترخاء الجسدي البسيط، وهذه الأعراض بسيطة جدّاً قد لا تحدث مطلقاً، ولكن رأيت من الواجب أن أنبهك بها حتى إذا حدثت لا تتوقف عن العلاج، لأنها سوف تختفي بعد ثلاثة إلى أربعة أيام من مداومتك على العلاج.

أرجو أن تكون التوجيهات مفيدة لك وعليك الأخذ بها.
وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً