الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب كثافة الشعر في الذراعين والساقين لدى البنت الصغيرة وطرق معالجتها

السؤال

ابنتي عمرها 11 عاماً، وتتميز بكثافة الشعر في الذراعين والساقين منذ ولادتها، والآن بدأت في إزالته لأنها دائماً تشكو اختلافها عن زميلاتها، وأود أن أسأل عن الكريمات التي تستعمل بعد إزالة الشعر لتضعف نموه، مثل الكريم من إنتاج شركة جونسون هل لها أي آثار ضارة؟ وهل يمكن لابنتي استعماله في هذا السن الصغير؟ وهل يؤثر على الهرمونات بأي صورة؟
(ملحوظة: ابنتي لم تبلغ بعد).

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كإجابة مباشرة فإننا ننصح بإزالة الشعر التام بالليزر إن توفرت الظروف المادية لذلك؛ لأن الليزر هو من أفضل العلاجات وأنجحها وأدومها، ولكنه الأكثر كلفة، ومن المعلوم أن نتائج الليزر وأسعاره تتفاوت من بلد لآخر، ومن مركز لآخر، ومن طبيب لآخر، وذلك حسب الجهاز المستعمل وخبرة الطبيب؛ ولذلك ننصح بمراجعة طبيب ذي سمعة طيبة مشهود له بين الناس بالنزاهة العلمية والبعد عن الاستغلال.
وأما الأدوية الأخرى الموضعية فأسلمها: الحلاوة، ولكنها مؤلمة، ومع ذلك فهي مؤقتة، ويجب تنظيف الموضع بشكل جيد، واستعمال كريم مضاد حيوي قبل وبعد إزالة الشعر، وكذلك الحلاقة، فهي أقل ألماً إلا أنها أقصر أمداً وتحتاج أيضاً إلى تطهير الموضع قبل وبعد كالحلاوة.
وأما الأدوية الكيمياوية الأخرى المزيلة للشعر فهي تختلف في تركيبها فمنها السليم ومنها غير ذلك، ويجب تحديد اسم بعينه لدراسة تركيبه والتأكد من سلامته، ونرجو ذكر الاسم المفصل لمستحضر جونسون حتى نتمكن من الإجابة الدقيقة الخاصة به.

إننا ومن باب توسيع دائرة التفكير وليس إثارة القلق بودنا أن نشير إلى أهمية التفكير في أسباب الشعر الكثيف عند الأطفال وقد ناقشنا ذلك في استشارة رقم (239212) وقد أوردنا أدناه نسخة منها للاطلاع نظراً لتقارب الشكوى وليس السؤال.

((فإن ما تصفينه هو فرط الشعرانية أو زيادة الشعر، وهذا التشخيص هو عام، ويحتاج بعض التفصيلات للوصول إلى نوعه وتحديد مستقبله.

إن الشعرانية الولادية نادرة، وهي:

1- إما ذات الشعر الأبيض الذي يُشبه شعر المولود الذي يغطي جسمه، ولكن لا يسقط ويستمر، والحالات في العالم معدودة وقليلةٌ جداً.

2- أو نفس الشعر السابق يستمر ويُصبح كشعر البالغين الأسود النهائي ومنتشر.

3- أو هو الشعر الموجود على الوحمات، ويكون موضعاً على الوحمة، علماً بأن الوحمات تزيد أو تنقص بالحجم، والوحمات هي أكثر حدوثاً من الحالتين الأولى والثانية المذكورتين أعلاه.

وأما الشعرانية المكتسبة، وهي التي لا تظهر مع الولادة بل تتأخر عن ذلك، فهي مجهولة السبب، ولكن قد تتصاحب ببعض الموجودات السريرية غير الطبيعية، مثل تشوهات الأسنان، أو مرض القلب (ضخامة القلب) أو إصابات رئوية، أو تشوهات الغضاريف وغيره مما لا يُخفي نفسه.

منها ما يُغطي مواضع غير مشعرة أصلاً مثل ظهر الأنف، والأجفان العليا، وهذا النوع يحتاج إلى تحر واستقصاء لنفي احتمال الأمراض الخبيثة في المستقبل؛ لأن الشعر ينمو في غير موضعه.

وهناك بعض الأمراض الاستقلابية، مثل مرض البورفيريا الذي قد يتميز بالشعر غير الطبيعي المكتسب (Porphyria cutanea tarda).

هناك بعض الأدوية عن طريق الفم تؤدي إلى الشعرانية، مثل السيكلوسبورين، وهناك بعض الأدوية الموضعية تؤدي إلى الشعرانية، مثل الكورتيزونات الموضعية أو المينوكسيديل.

مهما يكن من سبب فالتدبير غالباً واحد، وهو الطرق التي تخلصنا من الشعر الزائد، ومن ذلك:

1- الحلاقة المتكررة .

2- التخثير الكهربائي.

3- التخثير الكيميائي Chemical epilation.

4- استعمال الشمع أو الحلاوة المتكرر، وهو الأسهل والمتوفر والعملي.

5- الليزر، وهو العلاج النهائي والفعال، ولكن يحتاج إلى جلسات متكررة، وهو أكثر الطرق فاعلية وكلفة، وهو المفضل لأنه حل نهائي.

إن اختيار الطريقة المناسبة تعود لحالة المريض وسنه ومدى المعاناة، وكذلك وعي المريض للمشكلة وتقديره لخطورتها أو إزعاجها له، والقدرة المالية على توفير العلاج.

ختاماً: هناك بعض الحالات التي فيها زيادة نسبية في الشعر دون أن يعني ذلك أنها إحدى الحالات المذكورة أعلاه، وهذا يدخل في حدود التمايز والتفاوت بين الخلق كالطويل والقصير والبدين والنحيف، وأظن أن الحالة التي تذكرينها تدخل في هذا الإطار، إطار التفاوت السليم، ولا ضرورة للعجلة في العلاج، بل نتركهن حتى يكبرن، ونتأكد من عدم وجود شيء داخلي.

ونسأل الله تعالى لهن الحياة السعيدة، فهو على كل شيء قدير.
ومن حيث السلامة فنحن نظن أيضاً أن حالة ابنتك ينطبق عليها ما ورد في فقرة ختاماً أعلاه.
وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر خالد

    جزاكم الله خيرآ

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً