الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعارف قبل الزواج بحجة أن ذلك سبب في نجاح الحياة الزوجية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عائلتي تريد أن يخطبني شاب لا يعرفني ولا أعرفه، غير أنه سمع عني أني بنت مؤدبة ومحترمة، وأعلم أن هناك قضاء وقدراً وقسمة ونصيباً، وأن الله كتب لكل واحد مستقبله، وأعلم أن ربي سيرزقني بالزوج الصالح، ولكني لا أريد أن أتزوج بهذه الطريقة؛ لأن معظم صديقاتي من البنات تزوجن بهذه الطريقة ولم يكملن حياتهن، وأنا أخاف من الفشل، وأريد أن يتقدم لي شخص يعرفني، وليس معنى هذا أن أفعل خطأ لكن على الأقل يكون بيننا كلام للمعرفة، فما رأيكم في ذلك؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mo2Mena حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يرزقك زوجاً صالحاً يسعدك في الدنيا والآخرة.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فأحب أن أقول لك أنه قد ثبت بالتجربة أن الحب قبل الزواج لا علاقة له بالسعادة الزوجية، وقد أثبتت إحدى الدراسات الأمريكية مع الأسف أن أكثر من (80 %) من حالات الحب قبل الزواج فشلت في توفير السعادة، وترتب عليها الطلاق رغم وجود الحب قبل الزواج، وحبيبك صلى الله عليه وسلم وضع لك شروط الزوج المناسب حيث قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، فهذه هي أهم عوامل النجاح، (الدين والخلق).

ولا مانع من ذلك من أن يكون من أسرة محترمة محافظة حتى يحسن معاملتك، وأن يكون مستواه الاجتماعي قريباً لمستواكم، فهذه هي الأمور التي ينبغي أن نبحث عنها.

وكونك تعرفينه أو لا تعرفيه فهذه ليست بهذه الأهمية، والمهم أن يكون فاهماً لدينه بطريقة صحيحة، وأن يتمتع بخلق فاضل، وأن تتأكدوا من ذلك بالسؤال عنه في إقامته ومكان عمله، وهل يصلي في الجماعة أم لا؟ إلى غير ذلك.

وستكونين أسعد الناس مع أي شاب يخاف الله ويتقيه، حتى وإن كنت لا تعرفينه، ودعي عنك كلام الأفلام والمسلسلات، فهي لا تمثل الحقيقة مطلقاً، ثم إذا كان نصبيك الذي قدر الله لك فليس بمقدورك أن تغيريه، وإنما عليك فقط أن تسألي الله زوجاً صالحاً يحسن معاملتك ويتقيَ الله فيك، ويكرمك ويصبر على أخطائك ويتحمل أذاك ويسعدك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً