الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخجل عند الأطفال وكيفية معالجته

السؤال

السلام عليكم.

ابني يبلغ من العمر سبع سنوات وهو شديد الخجل! ويصعب عليه تكوين علاقات اجتماعية مع أقرانه " الغرباء" في المدرسة، في النادي. . الخ

وهو ذكي إلا أنه خجول جداً ويرتبك لأتفه الأسباب ويخاف ويتضح على وجهه الارتباك والخوف مما يجعله عرضة للسخرية من أقرانه، وهو يرفض تماماً مبدأ المبادرة في أي نشاط، كما أنه يحسب حساباً حتى للأشخاص الذين قد يكونون في المركبة التي تسير بجوارنا في الشارع حتى لا يسمعوا ما يدور بيننا من حديث.

وعندما يتحدث أمام الناس يتحدث بالهمس لا يستطيع رفع صوته، علماً بأنه أصغر أبنائي، وقبله أختان وفارق العمر بينه وبينها عشر سنوات " إلا أنه يفضل اللعب مع الأولاد عن البنات ولكن بتحفظ مع من يألفه ".

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم سعود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الخجل أسبابه قد تكون مكتسبة بمعنى أن الإنسان قد نشأ بصورة معينة أو كان وضعه الأسري خاصا، كالطفل الذي كان مدللاً لدرجة كبيرة، أو الطفل الذي كان كثير المرض وكانت تقدم له عناية واهتمام كبير من الوالدين مما جعله لا يتطور من الناحية المعرفية ويفتقد المهارات الاجتماعية.

وهنالك بعض الأطفال لديهم الميول للخجل الفطري، بمعنى أن الوراثة ربما تلعب دوراً في ذلك، ولكن هذا الأمر فيه الكثير من اللغط والحقائق حقيقة ليست واضحة، وفي كثير من الأحيان نجد أن هنالك تناقضاً في الأبحاث.

عموماً من الواضح أنك واعية جدّاً لمشكلة ابنك، وأعتقد أنها مشكلة بسيطة إن شاء الله تعالى، الذي يحتاجه ابنك هو تطوير المهارات الاجتماعية يمكن أن يقوم بها الأخصائي النفسي وهي تنحصر في:

أولاً: أن يُعلم الطفل مهارة النظر إلى الناس في وجوههم، وهذه تتطلب عدة جلسات، يبدأ المعالج بنفسه ويجعل الطفل ينظر إليه في وجهه، مع التحفيز ومع التشجيع، ويمنعه بالطبع من استعمال اللغة الحركية مثل لغة اليدين، ويعطى بعد ذلك مهام خاصة يقوم بها، هذه المهام تضطر الطفل لأن يتفاعل ولأن يتكلم.

ثانياً: بعد ذلك يأتي العلاج عن طريق ما يسمى بـ (السيكودراما Psychodrama) أو (الدراما النفسية)، وذلك بأن نجعل الطفل يمثل دوراً خاصاً مع طفل آخر أو مع أطفال آخرين، فهنا لابد أن يلعب الطفل دوره بعد أن يتم تدريبه على هذا الدور.
السيكودراما من أفضل الطرق التي تجعل الطفل يتفاعل اجتماعياً وترفع من مهارته الاجتماعية.
لاشك أن مبدأ التحفيز وعدم الانتقاد أيضاً يساعد، الأمور بسيطة بأن تقولي للطفل: (ارفع رأسك، انظر إليَّ يا بُني في وجهي)، مع الابتسامة في وجهه وتحفيزه على ذلك.

ثالثاً: سيكون أيضاً من الضروري أن تعطى له مهام داخل المنزل، أن نجعله هو الذي يجيب على تليفون المنزل مثلاً، يتعلم أن يقابل الضيوف، يتعلم أن يعتني بمقتنياته الخاصة، خزانة ملابسه يجب أن يرتبها - وهكذا – هذه مهارات مهمة جدّاً وضرورية جدّاً.

رابعاً: لابد أن تضعي له جدولا ثابتا بأن يذهب ويختلط ويتفاعل مع أقرانه ومع أصدقائه بمعدل مرتين إلى ثلاث في الأسبوع، ويجب أن تكون مدة اللقاء مع أصدقائه لا تقل عن ساعة في كل مرة.

خامساً: سيكون من الجيد جدّاً أن يقرأ بعض الموضوعات بصوت مرتفع مع تشجيعه ويقوم باستعمال آلة التسجيل ليسجل صوته، ثم بعد ذلك يستمع لنفسه، ثم يعيد التسجيل بصوت أكثر ارتفاعاً، وهكذا.

سادساً: نعلمه أيضاً ونمنيه حقيقة بأنه حين يكبر سوف يكون معلماً أو سوف يكون محاضراً أو طبيباً أو مهندساً، ولابد أن يلعب هذا الدور، هذا أيضاً جزء من السيكودراما.

سابعاً: أرجو ألا يجلس الطفل كثيراً على الكومبيوتر؛ لأن ذلك يبني الانطوائية ويزيد من الخجل.

هذا هو الذي أود أن أنصح به وما دام مستوى ذكاء الطفل جيداً فإن شاء الله لا خوف عليه، والكويت الحمد لله بها الكثير من المختصين فسيكون أيضاً من الجيد ومن الجميل إذا ذهبت به إلى أخصائي نفسي – وليس طبيباً نفسياً – وسوف يقوم بتوجيهك التوجيهات التي تعدل من سلوك الطفل بصورة إيجابية أكثر، وهي دائمة قائمة على مبدأ الترغيب والتحفيز والإثابة وتجاهل التسرب السلبي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لولدك الحفظ والعافية.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً