الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس القهري في الدين وعلاجه!

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

لقد بعثت إليكم يا إخواني باستشارة حول بعض الوساوس التي تنتابني عن الله والرسول، وساوس دينية، ولكن لم يتم الرد علي، ولكنهم نصحوني أن أتناول بعض العقاقير منها (بوسبار)، فهل هذا الدواء يأتي بثمرة في علاجي؟ وهل يؤثر علي، أي له أضرار جانبية في المستقبل أو أثناء فترة تناولي إياه؟
وأرجو منكم أن تتكرموا وتبلغوني كيف لي أن أتناول العلاج، أي الجرعة بالأقراص، علماً بأن القرص 10 ملجم، فكيف لي أن أتناوله؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورا حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك.

وجزاك الله خيراً على سؤالك، بالنسبة للوساوس القهرية خاصة ذات الطابع الديني المنتشرة خاصة في مجتمعاتنا؛ لأن الوساوس في الأصل ترتكز على تكونها على معتقدات الناس، وبفضل الله تعتبر مجتمعاتنا متدينة.

وقبل الشروع في شرح العلاج الدوائي أرجو أن أطمئنك أن وجود الوساوس القهرية بهذا الشكل لا يشكل ضعفاً في شخصيتك أو قلة إيمانك بإذن الله، بل على العكس تماماً، فأنا أعرف تماماً حجم الألم والإيذاء النفسي خاصة ذات الطابع الديني، أعرف حجم الإيذاء الذي تسبب لك، ولكن في نفس الوقت يجب أن تثق وبكل يقين أن هذه الوساوس تزول بإذن الله تماماً، أرجو أن تلجئي إلى تحقيرها وعدم الاهتمام بها، ومحاولة استبدالها بفكرة مضادة، وتكرار هذه الفكرة المضادة على نفسك عدة مرات في اليوم.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فيعتبر في الوقت الحاضر من الدعامات الأساسية في علاج الوسواس القهري، حيث أثبت أن الجانب البيولوجي المتعلق بكيمياء الدماغ يلعب دوراً أساسياً في ظهور هذا المرض، ومع احترامي الشديد للطبيب الذي صرف لكي العلاج المعروف بـ (بوسبار) إلا أنني أريد أن أوضح لك أن الدواء هو مضاد للقلق النفسي ولا يفيد كثيراً في علاج الوساوس القهرية، ولكن لا بأس من استخدامه كعلاجاً تدعيمياً للأدوية الأخرى التي تستعمل في علاج الوساوس القهرية.

والأدوية الفعالة لعلاج الوساوس هي:
(Caverin) وجرعته تبدأ بـ (50 ملجم) ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع هذه الجرعة بواقع (50 ملجم) كل أسبوعين حتى تصل إلى (200 ملجم) على أن لا تقل مدة العلاج عن ستة أشهر، والدواء الأخر يعرف باسم (Prozac) وجرعته هي (20 ملجم) حبة بعد الأكل يومياً لمدة شهرين، ثم (40 ملجم) يومياً لمدة أربعة أشهر، وبعدها يمكن أن تخفضه بالتدريج.

والأدوية الأخرى للوساوس هي:
(Cipram) و(Seroxt) وربما يكون الدوائيين الأولين هما الأفضل.
بالنسبة لجرعة البوسبار يبدأ بـ (5 ملجم) صباحا ومساء لمدة أسبوع، ثم يمكن أن ترفع إلى (10 ملجم) صباحا ومساء لمدة شهر، وبعدها يمكن أن ترفع الجرعة إلى (10 ملجم) لمدة في حدود من 6 أشهر إلى سنة، وأود أن أؤكد لك مرة أخرى أن البوسيار وحده لا يفيد لعلاج الوساوس.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً